| 0 التعليقات ]



الثلاثاء 24 أبريل 2012 ..

كان الضغط النفسي كبيراً على الجميع خلال الثلاثة الأيام الماضية، بدأ اليوم الرابع بكثير من النشاط لتتواصل فيه الجهود بنفس النسق والنَفَس .. بدايةً في برنامج هذا الصباح حيث تم الحديث من قبل رئيس النقابة العمالية إلى المذيع خالد الزدجالي (هنا) الذي كعادته أطلق لنفسه العنان بكل ما يشعر به من مشاعر، وأطلق بعض التعليقات التي أغضبت شركة النورس ليس قلقاً بطبيعة الحال على الموظفين الغاضبين ولكن قلقاً على سمعة النورس التي أصبحت تذاع في كل القنوات المتاحة سواء على صفحات الإنترنت أو القنوات الإذاعية .. وصلنا خبر غضب النورس على ما حدث ولكن هذا ما كان متوقعاً ولم يكن ذلك الهدف ولا الغاية ولكن لم تكن الخيارات كثيرة لدينا.. تم أيضاً نشر الخبر في صحيفة الوطن وجريدة الزمن تحت عنوان ""124" موظفا عمانيا مهددون بفقدان وظائفهم" و " هل ستحميهم صلاحيات "القوى العاملة": 126 عُمانيا وعُـمانية مهددون بفقدان وظائفهم" (هنا و هنا) .. تابع أيضاً الجميع الكتابة في الموضوع المثبت في سبلة العرب لعل ذلك يجدي نفعاً ..

محاولة أخيرة على صعيد طرق جميع الأبواب المتاحة، أنطلق ممثلو الموظفين لمقابلة رئيس مجلس إدارة النورس كمحاولة أخيرة على الصعيد الدبلوماسي لتوضيح القلق الكبير لدى الجميع على مصير هؤلاء الموظفين .. تم التنسيق قبلها بيوم لتحديد الوقت المناسب للمقابلة وبالرغم من ذلك لم نستطع المقابلة لعدم تواجد رئيس مجلس الإدارة في مقر عمله وتم تسليم الرسالة الخطية التي تحوي تفاصيل القضية والمطالب الرئيسية المتمثلة في حفظ حقوق العاملين في عقد النورس .. لم تكن الرحلة موفقة هذه المرة ومن الظاهر لي أن رئيس مجلس إدارة النورس لم يكن لديه من القدرة والرغبة الكافية للدخول في هذه المعمعة وربما لديه من الأسباب التي من الممكن أن تجد له عذراً ليس بالضعيف حقاً، فالشركة القطرية للاتصالات (كيوتل) تملك 55% من أسهم شركة النورس مما يجعل قوة القرار تميل إليهم وليس لأبناء هذا الوطن، ربما أكون مخطئاً ولكن هذه حقيقة لا يمكن لأحد إغفالها فالمستثمر الأكبر لديه من القوة والتأثير في إتخاذ القرار أكثر من أي مستثمر كان حتى وإن كان يواجه مجموعة من المستثمرين الصغار .. 

بعد كل هذه التحركات السريعة في غضون الأربعة الأيام الماضية كان لا بد أن يتفق الجميع في الخطوات القادمة، وعليه كان لا بد من إجتماع لكل الموظفين والذي من خلاله أتفق الجميع على الإنتظار، فمن الإجحاف حقاً أن لا نمنح الوقت الكافي لكل من تم التواصل والوصول إليهم للتدخل في حل هذه القضية .. لذلك تم الإتفاق على تهدئة الوضع وإنتظار نتائج الجهود التي بذلت خلال الأيام القليلة الماضية مع الأمل الكبير لحل هذه القضية وتهدئة النفوس بشكل رسمي من خلال وزارة القوى العاملة .. 

الأربعاء 25 أبريل 2012 ..

لم يكن اليوم حافلاً بالكثير من الأحداث فالجميع إتفق على الهدوء الحذر مع انتظار النتائج المرجوه .. كنت أشعر بالرضى نوعاً ما بعد كل الجهود التي بذلت في الأيام القليلة الماضية، وكان التفاؤل عنواني ومن الممكن أن يكون عنوان الكثيرين من المتأثرين وأتمنى أن يستمر كذاك وأن يتحقق الرضى الفعلي عن طريق حفظ الحقوق القانونية .. 


الحدث الغير متوقع والذي لم أكن شاهداّ عليه شخصياً وهو زيارة الرئيس التنفيذي للنورس لمركز إدارة وصيانة الشبكة للحديث إلى الموظفين وطمئنتهم بأن النورس تأخذ هذه القضية بإهتمام واسع وعناية شديدة ،ووعد الرئيس التنفيذي للنورس النقابة والموظفين بإبقائهم على إطلاع على كل جديد في هذه القضية وذلك عن طريق رئيس الموارد البشرية في شركة النورس وخصوصاً إطلاعهم على نتائج الإجتماع المزمع إقامته السبت المقبل .. 

الأسبوع الثاني: السبت 28 ابريل – الأربعاء 2 مايو 2012 ..

بدأت إجتماعات الوزارة مع الشركات المعنية بهذه القضية (النورس، هواوي، إريكسون)، وكانت الوعود التي أطلقها الرئيس التنفيذي تبشر أن الوضع سيكون على ما يرام بالنسبة للموظفين وخصوصاً بأنهم سيكونوا على إطلاع بكل جديد في القضية وهذا بدوره كفيل بأن يقوم بتهدئة النفوس القلقة، ولكن للأسف مرت العشرة الأيام بدون أن حديث يذكر عن هذه القضية ما عدا حديث الموظفين القلقين بين بعضهم البعض، تجاهلت الوزارة جميع الموظفين وتجاهلت النقابة الرسمية لموظفي شركة اريكسون وأسهبوا في إجتماعاتهم مع جميع الأطراف ما عدا الطرف الرئيسي والمتأثر في هذه القضية .. أُشبهُ هذا الوضع بالطبخة التي تُعد بمشاركة أكثر من طباخ وفي الأخير يتوقع من الذي سيأكلها بأن يستمتع بمذاقها رضي كان أو أبى فهو ليس لديه الإختيار وليس عنده الخبرة والعلم الكافي لتوضيح وجهة نظره في كيفية إعداد الطبخة المضنية والتي من المفترض أن تُعد على ذوقه ومن أجل رضاه .. 

 
الجدير بالذكر بعد مرور ثلاثة أيام من هذا الأسبوع، كان لا بد من جرعة تذكر الوزارة وجميع الأطراف بأن الجميع لن يطيل السكون والسكوت فلا يمكن للوعود أن تطلق بدون مراعاة لكيفية تحقيقها، والنفوس والشخوص القلقة لا يمكن بتاتاً الحفاظ على هدوئها، فما كان للنقابة إلا ضرب موعد مع الإعلام وهذه المره في برنامج البث المباشر في يوم الثلاثاء 1 مايو 2012م، مع المذيع بدر الشيباني والذي أثار القضية مع جميع الأطراف الرئيسية وهي النورس ووزارة القوى العاملة ونقابة موظفي اريسكون (هنا و هنا وهنا) .. الملخص الشديد: الكثير من الوعود والطمئنة التي اطلقتها الوزارة على لسان نائب مدير الرعاية العمالية إلى الموظفين وبأن القانون لا مناص منه وأن الوزارة تبذل الجهود "المضنيه" لتحقيق مصالح الموظفين، في الجانب الآخر تفهم كبير لشركة النورس لقانون العمل العماني وإلتزامها به وخصوصاً الجزء المرتبط بهذه القضية (المادة 48 مكرر)، النهاية طلب للانتظار حتى يتم الكشف عن الإجراءات الرسمية لنقل هؤلاء الموظفين إلى شركة هواوي .. هذه الجرعة البسيطة لتذكير الجميع والمجتمع بالقضية كنت أتمنى أنها ستؤكد للأطراف المعنية وخصوصاً الوزارة بأن الصمت ليس من شيم هؤلاء الموظفين المثقفين والعارفين بكيفية تسيير الأمور والمستعدين على قلب الأمور رأساً على عقب فليس هناك شيئاً أكبر من تهديد أحدهم في عمله أو لقمة عيشه .. 

الأربعاء يَصدِمُ رئيس مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة عمان جميع العاملين بالقطاع الخاص والشباب المتأثر بهذه القضية خصوصا بتصريحاته بمناسبة يوم العمل العالمي في جريدة عمان (هنا) والذي "ناشد" أصحاب الأعمال تطبيق المادة 48 مكرر من قانون العمل، وكأن دورالحكومة يقتصر على المناشدة وإعطاء النصائح وإقامة التسويات بين أصحاب العمل والعمال، بالفعل الكثير هنا يغيظ ويبعث بالقلق حقاً، تمنيت أن تأتي التصريحات مشدده وحازمة في تطبيق كل بنود قانون العمل العماني، فما دام أن الإستثمار يأتي نتائجه بسبب هذه الأرض الطيبة وبسبب عمل السواعد العمانية فلا مجال لصاحب العمل إلا الإذعان والتقيد بالقوانين المعمول بها في هذه البلد، ولكن أن تأتي التصريحات من هيئات ومؤسسات حكومية بهذه الطريقة والتي تستجدي أصحاب الأعمال "الرفق" على العمال فهذا أمر يفتح الأبواب لأصحاب الأعمال لتمطيط القانون وحبكه لصالحهم والذي لن يهمه العامل مطلقاً ما دامت حكومته لا تدافع عنه بشيء من الجدية والحزم .. 

الأسبوع الثالث: السبت 5 مايو – الأربعاء 9 مايو 2012 ..

بالرغم من الجرعة السابقة في برنامج البث المباشر، يستمر الصمت والهدوء نسبياً بدون إطلاع النقابة أو الموظفين بما يجري بين الأطراف الأربعة في القضية، كلام هنا وهناك بدون أية إشارات رسمية من الوزارة أو من الأطراف الأخرى بالرغم من علمنا بأن عدة أجتماعات عقدت وجمعت الأطراف جميعاً ما عدا الطرف الرئيسي والمتأثر بهذه القضية .. بعد الضغط المتواصل على شركة اريكسون بضرورة حضور هذه الإجتماعات لمعرفة كل ما يدور حول مصير الموظفين ولتوضيح المخاوف في هذا الشأن إلى الوزارة بشكل رئيسي وإلى الأطراف الأخرى بشكل ثانوي، تم الإتفاق على حضور ممثلي النقابة إلى الإجتماع المزمع إقامته في يوم الثلاثاء 8 مايو 2012م .. 

حضر الإجتماع إثنين من ممثلي النقابة وكنت أحدهما، كان الإجتماع مطولاً ويدور حول نقطة واحدة ألا وهي تقديم شركة إريسكون للقائمة التي تحتوي على الموظفين المتأثرين والذين من المفترض إنتقالهم إلى شركة هواوي الحاصلة على العقد .. كان الصمت عنوان النقابة فكان الحديث يتردد بين الأطراف والضغط ينصب على شركة اريسكون التي ترددت كثيراً في إعطاء هذه المعلومات السرية جداً إلى شركة منافسة لها في نفس القطاع، ربما أتفهم جداً وضع شركة إريكسون فما حدث لم يكن مخططاً له وإلى اللحظة لم تتضح الصورة النهائية لعدد الموظفين التي ستحتاجهم خلال الفترة القادمة الغير قصيرة .. ولم أكن لأفهم لماذا تصر شركة هواوي على معرفة كل هذه المعلومات التفصيلية عن كل موظف وهل معرفة ذلك سيغير من بيت القصيد ومن إلتزامهم بقانون العمل العماني !!! وإن كان العذر الذي قَبِلَهُ ممثلو وزارة القوى العاملة في أن شركة هواوي تريد معرفة التفاصيل حتى يتسنى لها التخطيط وربما التفكير في كيفية معالجة الأمور، مهما كان هذا العذر مقبولاً فإن هذا الإصرار يبعث على التساؤل والإستغراب والقلق في آن واحد في جدية شركة هواوي في توظيف هذا العدد الغير البسيط .. 

مرت اكثر من ساعة على صمتنا وكنت أعلم أن أكثر الحضور لم يكن يعلم بحضور النقابة في هذا الإجتماع .. مر الوقت وما زال الحديث يدور حول نقطة واحدة ألا وهي القائمة التفصيلية لجميع الموظفين المتأثرين والتي في الأخير لم تجد شركة أريكسون المناص إلا للانصياع لهذه الضغوط والوعد بتقديم القائمة وبكل التفاصيل في يوم الغد (الأربعاء) .. المداخلة كانت لا بد منها لتوضيح وجهة نظر النقابة ولإيجاد جواب واضح وصريح ومؤكد من الوزارة حول المادة 48 مكرر من قانون العمل العماني .. المداخلة بدأت بتعريف ممثلي النقابة بأنفسهم، وكأن ذلك لم يرق لممثلي الوزارة الذين قاطعونا بإستغرابهم عن كيفية حضورنا لهذا الإجتماع والتساؤل في سبب دعوة النقابة لحضور هذا الإجتماع، والتعليق في أن هذا الحضور يعتبر غير قانوني وأنه لا يمكن للنقابة بأي حال من الأحوال المشاركة في هذه الإجتماعات!! .. عجيب أمر الوزارة التي ترفض مشاركة الطرف الرئيسي في قضيته المهمة ورفض الهيئة الرسمية المتحدثة عن الموظفين، لا زلت أتسائل لماذا تصر الوزارة على إبعاد الموظفين عن كل المحادثات الخاصة بهم في الدرجة الأولى .. ولماذا تنتهج الوازرة سياسة اللاشفافيه في معالجة هذه القضايا .. يجب أن تعلم الوزارة ان اللاشفافية في حل مثل هذه القضايا سيقوض الجهود التي تقوم بها، ومن الممكن جداً إذا ما إستمرت الوزارة بنفس السياسة أن يشعر الموظفين في وقت من الأوقات بأن الوزارة تتآمر عليهم لا معهم .. على العموم تجاهلت جميع التعليقات والتسؤولات عن وجودنا في هذا الإجتماع ففي مثل هذه المواقف لا يمكن إلا أن تتبلع الكثير من الحماقات الغير متوقعة .. السؤال الوحيد الذي طُرح: هل المادة 48 مكرر ملزمه لشركة هواوي في توظيف جميع المتأثرين في القضية وهل من الممكن أن تأتي شركة هواوي بعد إستلامها القائمة بالرفض وعدم إستعدادها لتوظيف الجميع !! .. الرد كان مُقَاطِعاً لحديثي من أحد ممثلي الوزارة الذي أكد على المادة وأن ليس لهواوي المناقشة وحرية الإختيار في تطبيق هذا البند وإنما هو إلزام واضح وصريح لا يمكن بعده التمطيط ولا المماطلة .. كان الرد مريحاً بعض الشيء إلا أن طريقة الرد بشيء من الإنفعالية والهجومية من الشخص المتحدث تشير إلى أنه يحاول الدفاع عن نفسه وعن جهوده التي بذلها وليس محاولة لإقناعي وإقناع النقابة على العموم .. 

إنتهى الإجتماع بعد عدة ساعات وخلاصته في أن تقدم شركة إريسكون القائمة التفصيلية يوم غد .. وإنتهى بنا المطاف في جلسة مع الوزارة التي كانت تحاول إقناع الجميع أنها تبذل الجهود الكبيرة في حل هذه القضية، ربما هو كذلك ولكن إلى هذه اللحظة وبعد مضي ثلاثة أسابيع لا توجد وثيقة رسمية واحدة تؤكد على نقل جميع الموظفين المتأثرين إلى شركة هواوي بنفس مزاياهم وحوافزهم المالية .. هذا ما كانت تفتقده الوقائع التي رسمتها الوزارة ووعدت بها في شتى الوسائل الإعلامية ووعدت بها حرفياً أو شفهياً .. أتمنى أن يُترجم الكلام وتُقلب الوعود إلى حقيقة موثقة بشيء رسمي ليبعث الراحة في قلوب جميع الموظفين .. 


يتبع ..

0 التعليقات

إرسال تعليق