| 3 التعليقات ]


جاء صاحب اللحية الطويلة الذي دوما ما تظاهر بالتقوى وقوة الايمان، أتى بكبريائه وتعاليه المعتاد على أصحاب اللحى القصيرة الذي طالما أطلق عليهم بالفاسقين وربما الكفار، أتى إلى إجتماع كان قد دعا إليه هو بنفسه لمحاسبة أصحاب اللحى القصيرة، أتى مدججا بكل انواع الذخيرة التي إفتخر بها والتي كانت عبارة عن عمامة لم تغسل مؤخراً إلتصق بها غبار الزهد .. وعصاً غليظة تدل على حكمته البالغة التي أوقعته في حبال الكبر والتعالي .. وكان أصحاب اللحى طويلة هم عتاد آخر يستند إليه في بسط جو البراءة والوقار فهم سناد لنبذ أصحاب اللحى القصيرة فهو كان مؤمناً أن التقوى دائما تحف أصحاب اللحى الطويلة وأن الملائكة تعشش بين شعيرات اللحى الطويلة وليست القصيرة، أتى بخطوات واثقة بأن النصر في هذه المعركة التي كان قد إفتعلها سوف يكون صالحه وفي صالح إخوانه اصحاب اللحى الطويلة .. جاء وكل ما في رأسه إذلال أصحاب اللحى القصيرة ففي نظره فهؤلاء ليسوا إلا حفنة من البشر جوهر الفساد الاخلاقي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي وعليه فإنهم يستحقوا قطع الرؤوس، ولكن صاحب اللحية الطويلة كان يعلم أنه لا مقدرة له في مواجهة هؤلاء لكثرة عددهم فكان لا بد له أن ينافق الجميع ويدعي الحب والتواضع، هذا النفاق الذي كان يسميه أصحاب اللحى الطويلة "المرابطة".

صافح صاحب اللحية الطويلة الجميع بإبتسامة أشعرت الكثيرين بالطمأنينة وآخرين بعظيم الغضب والحنق لمعرفتهم سر صاحب اللحية الطويلة وأصحابه .. كان الجو متكهرباً جداً فلقد أصبح الشقاق واضحاً وجلياً بين الفريقين المتخاصمين .. وكان معظم أصحاب اللحى القصيرة يضمرون الحقد لصاحب اللحية الطويلة لإفتعاله الفتنه بين الفريقين فكان قد استحوذ على المعدن الأزرق النفيس الذي كان المصدر المتصرف بأمور البلدة الصغيرة، هذا المعدن الأزرق الثمين الذي بدأ لمعانه في الخفوت من كثرة الإصطدام بحفر هنا وهناك كان صاحب اللحية الطويلة قد حفرها بمساعدة أخوانه أصحاب اللحى الطويلة لسبب ما في رأسه .. هذه الحفر كانت مصدر حقد أصحاب اللحى القصيرة لصاحب اللحية الطويلة الذي لم يذعن للمناداة وإنما كان مصراً ومستمراً في إقامة الحفر مستغلاً بذلك هذا المعدن النفيس لمصلحته وتحقيق مآربه .. ولم يكتفي صاحب اللحية الطويلة بذلك وإنما حاول التنقيب عن معادن أخرى يستغلها والعجيب أنه بخبثه المعتاد وبسواعد إخوانه أصحاب اللحى الطويلة إستطاع إيجاد وتسخير معادن ظنها زرقاء حقيقية ولكنه أخطأ التقدير فهذه المعادن لها من التأثيرات الجانبية ما لبثت إلا وأن أثرت في صحة صاحب اللحية الطويلة، وأصابته بالخوف من لحيته الطويلة وأصبحت ثقته بإخوانه أصحاب اللحى الطويلة ينتاقص يوماً بعد يوم ..

صافح صاحب اللحية الطويلة الجميع وكعادته إختار مكان الرئيس في الجلسة العلنية وجلب معه معادنه الباهته ليغيض بها أصحاب اللحى القصيرة وطوق محيطه بإخوانه أصحاب اللحى الطويلة كدرع دفاع يحميه من أصحاب اللحى القصيرة .. بالرغم من ذلك فإن معادنه الكاذبة كانت توحي له بعدم الثقة في الجميع حتى في نفسه وكان يحذر كل الحذر أن يقع معدنه الأزرق في شباك أصحاب اللحى القصيرة .. في الجانب المقابل من القاعة كان يجلس أصحاب اللحى القصيرة يغمرهم الغضب ويسري في أجسادهم الغيظ من منظر صاحب اللحية الطويلة المتعالي .. ساد الصمت لعدة ثواني والجميع ينظر إلى صاحب اللحية الطويلة لبدأ الإجتماع .. بدأه بوقارمصطنع متعالي وكاد أن ينهي حديثه بالبكاء من خشية الله .. ليس هذا ما كان ينتظره أصحاب اللحى القصيرة ، كانت المفاجأه غير متوقعه وبدأت قلوب بعضهم تلين وترغب فيما يرغب فيه صاحب اللحية الطويلة غير أن إحتضانه القوي للمعدن الثمين أعاد الغيظ إلى قلوبهم، فهذا التناقض الكبير في الدعوة إلى الخير والصلاح يخالف أفعاله المشينه .. أوقف صاحب اللحية الطويلة فتىً يتيم لم تنبت له لحية بعد، أوقفه بسؤال بسيط جداً عن إن كان حقاً يستطيع الإستفادة من المعدن الأرزق الثمين في بناء جدار يفصل بين بيت عائلته وبين الشارع الملاصق .. كان الأمر مخيفاً لصاحب اللحية الطويلة فهو لا يمكنه التفريط في معدنه الأزرق حتى وإن كان لفتى لم يدري بعد إن كان سيكون صاحب لحية طويلة أم قصيرة .. التلعثم كانت النتيجة والتجاهل كان مصير تساؤل الفتى الحاذق الذي أظهر سوء نية صاحب اللحية الطويلة .. هذا الأمر الذي أثار أصحاب اللحى القصيرة ضده وبدأت المشاجرة حول أمور كثيرة محورها المعدن الأزرق الباهت الذي طوقته أيادي صاحب اللحية الطويلة .. أفلت صاحب اللحية الطويلة وأخوانه أصحاب اللحى الطويلة من الجميع، خرج من إجتماعه منهزماً وهو يعلم أن أصحاب اللحى القصيرة الكثيري العدد لن يترددوا أبداً في نزع معدنه الأزرق الباهت من يديه أو ربما البحث أن معدن آخر أزرق لامع يجدوا معه الحلول الكثير لمشاكل بسيطة.

ما حدث أصاب صاحب اللحية الطويلة بالخوف الشديد ولكن بسبب كبريائه الكبير، قرر أن يستمر في تعاليه وفي تجاهل الجميع والعمل لمصالحه الشخصية .. وتحول الحذر إلى حماقات يرتكبها هنا وهناك مستخدماً معادنه الكاذبة ومعدنه الباهت في صنع الكثير من المشاكل التي جعلته أيضاً مصدر إزعاج للمعدن الأزرق الباهت الذي بدأ يشعر مؤخراً بأنه مستغل بطريقة غير طبيعية من صاحب اللحية الطويلة، والذي أشعره بفقدان أهميته بين الجميع بسبب حماقات صاحب اللحية الطويلة ..

يتبع ...

3 التعليقات

غير معرف يقول... @ 12 مارس 2012 في 5:37 م

مقال يسعى لايصال فكرة معينة حاول الكاتب ايصالها باسلوب الترميز إن صح التعبير لكن لا |أدري لماذا أجده أنه لم يوفق بالشكل المطلوب حيث كثر تكرار الالفاظ مثل صاحب اللحية الطويلة واصحابه أصحاب اللحى الطويلة وفي مواضع متفاربة أفقد القضة رونقها كما نجد عدم استخدام الالفاظ المناسبة مثل كلمة النفاق كان ينبغى على الكاتب هنا أن يستخدم هنا لفظا آخر يدل على ذلك ويعبر في الوقت نفسه عن استهزاء الكاتب لكون القصة أصلا تسعى لايصال مضمون يدل على تبجح صاحب اللحية البيضاء ومضمون القضة يعبر أصلا عن ذلك لا أن يستخدم لفظا يدل على موقفه من أصحاب اللحى البيضاء بأنهم في اجتماعهم منافقون كما لا أعرف ما العلاقة بين المرابطة والنفاق وخلا من الرونق في السرد واستخدام التشبيه والتصوير الدقيق للموقف على العموم محاولة جيدة ونتمنى أن يتفادى الاخفاقات في الجزء الثاني
دمت سالما

غيث الدرمكي يقول... @ 13 مارس 2012 في 1:11 م

غير معرف ..
شكرا جزيلا على النقد الجميل الذي دوما ما نفتقده ..
اتمنى فعلا ان تصل الرسالة وان لا يختفي المضمون ..
هي خربشة عابرة احببت ان احفظها في ذاكرتي الالكترونية
تحياتي
غيث

غير معرف يقول... @ 1 يونيو 2012 في 12:08 ص

هدانا الله وإياك إلى الحق... وألف بين أصحاب اللحى الطويلة والقصيرة وجعلهم إخوانا متحابين ونزع ما في قلوبهم من غل وحقد وحسد وكبر، آمين يا رب
أخوك المحب

إرسال تعليق