| 0 التعليقات ]

مساء الخير ..

عندما تفقد الثقة بين طرفين بسبب عدم الشفافية وتقليل الأول من قدر ومستوى ثقافة الآخر يبدأ العراك الذي لم ولن يكون في صالح الجميع .. هذا ما نراه حاليا يحدث بين جدران مؤسسات هامة في الوطن التي كان يجب أن تلتفت إلى بناء الوطن عوضاً عن عراك معلن بطريقة تثير الكثير من الأسئلة .. ربما كان هذا متوقعاً حدوثه في المرحلة الزمنية الأولى بعد التغييرات الجذرية في دور مجلس الشورى، سواء دوره التشريعي أو الرقابي .. فهناك من العقول التي ترغب في المضي قدماً بنفس الطريقة التي مضت عليها المؤسسات الحكومية في بناء الدولة خلال الأربعين العام الماضية، هذه العقول عادة ما تنبذ التجديد وتعشق السلطة والتسلط بأي طريقة كانت، وربما يكون هذا واضحاً في عملية التهميش لدور مؤسسات أخرى تحاول أن تقوم بدورها بشكل أمثل ..

إذا كان عضو مجلس الشورى يستشيط غضباً لردود مجلس الوزراء "الإنشائيه" ، والذي كان الأخير قد دعى مجلس الشورى لمسؤولية إبداء الرأي لكل ما يجد في ساحة الوطن، ويرى فيها الكثير من التقليل من شأن المجلس وفي الجهد الذي يبذله لبناء وتصحيح بعض السياسات والخطط المطروحة إليه لدراستها، فكيف برجل الشارع الذي عانى كثيراً من التهميش المقصود وغير المقصود لمشاكله اليوميه، كيف ستكون ردة فعله لمجرد سماع ما يدور داخل جدران وأروقة المجالس التي من المفترض أن تجد له الحلول لكثير من مشاكله!! .. ربما الشعور بعدم الثقة في المجلسين سيستمر وربما سنصل إلى الإيمان بأن الرغبة الجادة في الإصلاح غير صادقة أو غير واقعية أبداً ..

هذا العراك المعلن إذا لم يكتب له أن ينتهي سريعاً بالرغبة الصادقة في تجميع كل الجهود لأجل مستقبل واعد لهذا الوطن، فإنه سيذهب بنا إلى منحنيات ليست بمحمودةِ العواقب وبعيدة جداً عن مصلحة هذا الوطن الغالي ..

تحياتي يا مجلس الشورى ومجلس الوزارء الموقرين ..

0 التعليقات

إرسال تعليق