| 1 التعليقات ]



كانت الرحلة مع رواية "الحفار" للكاتب المصري صالح مرسي، رحلة مليئة بالأحداث المختلفة التي أخذتني إلى عالم مختلف مخفي عن واقع الكثير من الناس.. عالم مليء بالتشويق والخطط الدقيقة والحذر التام .. بالرغم من كل هذا التشويق في الأحداث والإثارة القصصية إلا أن إختفاء المقتطفات الفكرية التي عادة ما أبحث عنها في كل كتاب أقرأه جعل الرواية ليست مثيرة لفكري وجعل مسألة إختزالها في تغريدات تويترية أمر بالغ الصعوبة .. بالرغم من كل هذا حاولت جهدي أن أضع أهم أحداث الرواية في تغريدات تويترية ..  أترككم مع التغريدات التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تختزل كل حدث في الرواية .. إستمتعوا:




كلمة قبل بدأ الحديث

حرب 1967 لم تكن وليدة ظروف صنعتها الساعة كما تخيل البعض، ولكنها كانت وليدة تخطيط دؤوب استمر لسنوات قبل اندلاع الحرب.

ان المخابرات العامة المصرية قد نبهت القيادة السياسية قبل يونيو ببعضة اشهر بأن ظروف اسرائيل الداخلية وعلاقاتها وتحركاتها الخفية والظاهرة تقول بانها تستعد لجولة جديدة مع مصر.

اعلنت اسرائيل عزمها على التنقيب عن البترول في سيناء، شفعت هذا الاعلان باعلان اكثر استفزازا انها بالفعل استأجرت حفارا لهذا الغرض.

قالت مصر بوضوح"..  مصر لن تسكت حتى ولو أدى الأمر الى ضرب الحفار بالطيران المصري في البحر الأحمر وقبل وصوله خليج العقبة"

ظل هذا الحفار ولأسابيع طويلة ولا أحد يعرف مكانه على الإطلاق.

وجدت المخابرات العامة المصرية نفسها تسابق الزمن وهي كمن تبحث عن ابرة في جبل من القش.

هكذا بدأت واحدة من اغرب واعظم الجولات، وسجلت المخابرات المصرية انتصارها في عملية عرفت في العالم كله بإسم "عملية الحفار"

الفصل الأول: التعامل مع مجهول

كانت كل الرسائل التي يتلقاها بالشفرة، واذا كانت من نوع "جففنا البسطرمة وقشرنا البطاطس" انها ربما تعني ان رجلا ماتوا و منشأة دمرت...


غادر -الرجل- وهو يحمل البرقية في حرص وكان يبدو في عجلة من امره.

طاهر رسمي" الحفار عدى بورت ألفريد، وبعدها سان سيمون في شمال كندا ،، وزمانه دلوقت بمعدل السرعة اللي ماشي بيها طلع المحيط"

غادر طاهر رسمي الغرفة فساد الصمت، وظلت السماعة معلقة في يد المدير - أمين هويدي-  وقد سرح ببصره وبدا وكأنه غرق في محيط بلا نهاية من الأفكار.

كان مطلوبا منهم -اذا فشلت الجهود الدبلوماسية- أن يتعاملوا معه قبل ان يدخل البحر الأحمر أي ان يدمروه أو على الأقل يجعلوا منه شيئا غير صالح للعمل نهائيا.

ان المعرفة -في هذا العالم الخفي- هي السلاح المضمون الفعالية.

اختار "طاهر رسمي" اثنين لمعاونته، واحدا للمعلومات "عزت بلال" والثاني للتنفيذ "نديم هاشم"

كانت المعلومات عن الحفار الكندي "كينتنج" معلومات عادية.

لا شي..  لا شي على الاطلاق سوى الاحساس الغامض الذي ينتاب المحترفين في مهمة ما، بأن ثمة شيئا غامضا في موضوع يبدو شديد الوضوح.

ان الحفار "كينتنج" يرسو الان في مياه امريكية وان احدا لا يعرف متى سيرحل بالضبط.

اكتشفوا ان الحفار: كندي، انجليزي، امريكي، هولندي واسرائيلي.

كان الحفار انجليزيا لان شركة "ميدبار" التي ستقوم باستغلال الحفار مقرها لندن.

وكان امريكيا لان "ميدبار" لم تكن سوى فرع من فروع "كينج ريسورس" الامريكية.

وكان كنديا بالجنسية فلقد قامت ببنائه شركة "ديفن" الكندية لبناء السفن.

وكان الحفار هولنديا لان القاطرة التي استؤجرت لسحبه هولندية. وكان يقودها كابتن "فان كيرك"

كان مطلوبا ان يظل الحفار شبحا لا وجود له حتى يظهر فجأة في مياه البحر الاحمر.

كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل عندما غادر رئيس المخابرات - امين هويدي- مكتبه متجها الى الرئيس المصري جمال عبدالناصر

ان العالم كله لا بد ان يعرف أننا -رغم الهزيمة- نرفض الاذلال. #جمال_عبدالناصر

قول للرجالة كده، قول لهم ان كرامة البلد في ايديهم. #جمال_عبدالناصر

كانت كلمة "الشيخ" هي الاسم المشفر للحفار، أما كلمة "الحج" فقد كانت رمزا للعملية كلها.

فهم نديم من الحوار ان الحوار قد غادر المياه الكندية الى المحيط الاطلنطي، وانه مطلوب فورا في هذا الوقت وعلى جناح السرعة.

الفصل الثالث: العريف..  والمتدين..  والملازم..  والقرش

الوطن كلمة تبدو مبهمة لهؤلاء الذين لا يمارسون معرفة الحقيقة، لكنها لم مثله - طاهر رسمي- تحمل في طيات حروفها شحنات رهيبة من الحب والاجلال والعزة وغريزة البقاء مرفوع الرأس.

ان كل المحاولات التي بذلت لمعرفة الموانئ التي سيتوقف فيها الحفار باءت بالفشل.

حتى القبطان الهولندي "فان كيرك" قائد القاطرة التي تسحب الحفار لا يعرف اين سيرسو وفي اي ميناء.

السباق ليس مع الزمن وحده..  السباق الآن بين العقول.

ان هؤلاء الأربعة: العريف والملازم والمتدين والقرش..  هم الذين سيقومون بالعملية.

الفصل الرابع: دلال شوقي ترفض العمل

السيناريو الذي انتهى منذ كتابته منذ ايام، عرض بالفعل على دلال شوقي ولكنها رفضته بعصبية.

كان رفض دلال شوقي للفيلم مبنيا على ان المصريين قد اصابتهم في تلك الايام حمى اسمها الوطنية.

كانت مشكلة الحفار تزداد غموضا يوما بعد يوم، فرغم التغطية الكاملة للساحل الغربي لافريقيا، فإن احدا لم يسمع شيئا عن حفار اسمه "كينتنج"

اضاعت دلال شوقي شهرين كاملين في سبيل تمثيل فيلم "الحفار كينتنج" الذي اطلق عليه "امرأة في الاحراش"

الفصل الخامس: الحفار يظهر اخيرا

تلقى طاهر رسمي نبأ موافقة دلال شوقي على السفر، فاجتاحته موجة عارمة من التفاؤل والنشاط.. عناصر الخطة الثالثة تكتمل في الموعد.

وصل الحفار الى بونتا دلجادا في جزيرة "سان ميجيل" اكبر جزر الأزورس الخمس.

الفصل السادس: الباشا على مسرح الأحداث.

الخطر .. اكسير الحياة وباعث القوة في الروح والجسد معا.

يقول التاريخ: ان كل تقدم علمي احرزه الانسان على هذه الارض، كان الاحساس بالخطر هو بذرته الأولى.


كانت هزيمة عام 1967م خارجة عن كل ارادة، كانت قدرا محفورا على الجبين فأين المفر؟
ولا بد.... لا بد من دفع الثمن

مهمته من الآن وحتى لحظة الانطلاق هي تلقين الرجال أسماء غير اسمائهم، أن يغير حياة كل منهم تغييرا كاملا..

كان الرجل منهم، اذا ما وقع المحظور، ان يصمد وان يقاوم وان يصبح اي احد بأي أصل وأي بلدة وأي عمل.

كان محمود شوكت نوعا خاصا من رجال المخابرات المصرية بالذات.

الوطنية عنده ليست لفظا ولا خلافا ولا اتفاقا.. إنها موقف.

اشتهر محمود شوكت صاحب الملامح التركية، والقامة الفارهة، والصوت العريض، اشتهر بلقب "الباشا"

عاوزك تسافر بالشنطتين دول.
وزنهم قد ايه؟
ثمانين كيلو
فيهم ايه
ديناميت
حايكلفوك كتير يا طاهر

كان المرور من مطارات اوروبا لأي عربي أمرا بالغ الصعوبة، وكان المرور منها، بحقيبتين مليئتين بالمتفجرات أمرا بالغ الاستحالة.

لا احد يعرف تفاصيل الخطة التي وضعها طاهر رسمي والتي لا بد ان محمود شوكت قد ناقشها او عدل فيها او قبلها


بعد ست وثلاثين ساعة، شهدت العاصمة السنغالية رجل الاعمال التركي "عصمت كارجي" الذي هو محمود شوكت بعينه.

الحفار دخل دكار

الفصل السابع: الصدفة الذهبية

تلك لحظات نادرة في اعمار البشر، عندما يلتحمون في سبيل هدف واحد، يسمو على كل ما عداه.

كل سنة والبلد بخير.

سيتم تدمير الحفار مع اول ضوء يوم الخميس 19 فبراير.

ظهر الحفار فجأة، ثم رحل وسط عاصفة مدمرة.

كان ما يحمله في حقيبته لا غبار عليه شكلا، لكنه موضوعا لو انه اكتشف بمصادفة ليست في الحسبان، سوف يقلب الدنيا رأسا على عقب.

ينظر الناس الى ضابط المخابرات وكأنه "سوبرمان"، لكنه بشر.


وصل الى بوابة الاقلاع، حتى وجد من يطلب من المسافرين ان يلتقطوا حقائبهم من صالة جانبية، وان يتقدم كل راكب بحقائبه للتفتيش وكان التفتيش رهيبا.

افتحهما من فضلك.
ها هي اللحظة قد حانت، فليلق بنفسه في البحر.

الفصل الثامن: الجولة الأولى.

دس الضابط يده فيما تحت السطح وراح يعبث بمحتويات الحقيبة...
وخرجت يد الضابط تحمل حقيبة جلدية صغيرة فيها ادوات حلاقته ومعجون اسنانه.

تستطيع ان تصعد الآن الى الطائرة.

لا بد من ضرب الحفار في دكار وقبل ان يصل الى ابيدجان بأي ثمن.

الوطن "قدر" كالأب والأم لا حيلة للإنسان فيهما.

المال كالمهاجر .. بلا جنسية.

لقد ايقظ عبدالناصر في اعماقي ذلك الاحساس المرير بالإنتماء.

كانت المعدات قد خرجت من مكمنها، وكل بذلة غطس وضعت فوق سرير صاحبها، معها زعانفه ومعداته وكشافه وخنجره.

عدم ظهور أي رد فعل لاختطاف ليز ونورمان قد جاء بنتيجة رائعة، ان اعصاب الاسرائيليين الان اصبحت اكثر هدوءا.

دهنا جسديهما باللون الاسود حتى اصبحا في تلك الملابس الوطنية المميزة التي يرتديها عمال الميناء، سنغاليان يسعيان وراء لقمة العيش.

"بكرة قبل أول ضوء "
هكذا اتخذ قرار تدمير الحفار "كينتنج"

كان رجال الضفادع البشرية - القرش والعريف والمتدين والملازم- يقفون حول مائدة صغيرة تتوسط المكان، فردت عليها مجموعة من الخرائط

كان على كل رجل منهم أن يحمل عبوة ناسفة وأن يضعها في مكان معين في قاع الحفار.

لم يكن باقيا على موعد بدء الحركة أكثر من خمس دقائق، جاشت نفسه بعشرات الإنفعالات، وجاء صوته أجش:
الحفار ده إسرائيل اشترته علشان تذلنا بيه.

حانت لحظة الرحيل، كان الرجال جميعا، يرتدون ملابس من تلك التي يرتديها البحارة في كل العالم، وكان عليهم ان يفترقوا في ثلاث مجموعات

كانت الثلاث سيارات تسعى في شوارع دكار، وكل منها تأخذ اتجاها مخالفا، وربما مضادا لاتجاه السيارتين الاخريين.

وصل القرش والملازم، وبقي العريف والمتدين.

"المسافة من هنا لحد الحفار مش طويلة وبس، دي طويلة ومليانه عقبات تحت الميه."

شق الأفق البعيد ضوء الصباح الخافت، وكان الرجال في وضع استعداد على الرصيف، وفي انتظار الأمر للنزول الى المياه.

"ده يمشي يا فندم"
"ده بيقول مع السلامة"

ظلوا جامدين في أماكنهم، وهم يشاهدون الحفار وهو يبحر خلف القاطرة مغادرا ميناء دكار إلى عرض المحيط الواسع.

الفصل التاسع: عملية اختطاف رائعة.

بدا الحفار على البعد وهو يتبع القاطرة، كالأمل يتبدد في الفضاء

جاء،صوت نديم مغموسا في حزن لم يستطع كتمانه: "يلا بينا يا رجالة"

اذا كان الاسرائيليون قد عرفوا أو حتى أحسوا بالخطر... فمن الذي أمدهم بالمعلومة أو بالاحساس.

الشخص الرابع الذي علم بالعملية هو السفير المصري بالسنغال والذي ثار وغضب عندما علم بالعملية.

بدأت الحركة على حسب خطة عدلت قليلا لتغيير الوقت لاعادة الرجال الى القاهرة في نفس اليوم، رجلا وراء رجل.

على الفور وبقدرة فذة في تجاوز أية عقبات،  بدأ طاهر رسمي وعزت بالعمل على خطة ثانية.

على الطرف الاخر من الممر، كان بروفسور ايزاك ديستان في انتظار ليز ونورمان.

كانت الغرفة التي اقتيدا إليها مفزعة، امتلأت حيطانها بأنواع مختلفة من الاسلحة.

سافر ليز ونورمان الى ليفربول بعد ان خرجا من الاختطاف وبدون أن يعترفا بأمر العملية الى الاسرائيليين.

الفصل العاشر: دلال شوقي تقع في الحب.

"ان المآزق تخلق العبقرية."

كان عمل مدحت صبري خلف الكاميرا، ومناقشاته مع الفنانين والفنيين، يصرخ بأنه مخرج.. وكانت تصرفاته تؤكد أنه رجل مخابرات.

اكتشفت دلال شوقي أنها تحب شيئا في صورة رجل -مدحت صبري-.

ان هذا المخرج -مدحت صبري- الذي حلمت بأن يصنع للبلد أفلاما عظيمة..  ليس سوى ضابط مخابرات.

حتى اليوم وبرغم مضي السنوات، فإن الباشا لم يبح بعد بالطريقة التي أدخل بها المتفجرات إلى أبيدجان بتلك السهولة المذهلة.

وصلت قاطرة بلجيكية تدعى "آلبي" الى ايبدجان ورست على رصيف خصص لها، ووضعت عليها حراسة خفية وصارمة.

انكب الثلاثة (طاهر رسمي، عزت بلال ونديم قلب الاسد) بحثا عن الخطوط الرئيسية للخطة الجديدة.

الفصل الحادي عشر: بدلا من القرصنة

ان الرأي استقر على أن انسب الأماكن لتدمير الحفار هي ابيدجان التي كانت قد تحولت في الوقت نفسه إلى قلعة أمريكية إسرائيلية حصينة

كانت الخطة الثالثة -الخاصة بلاجوس- تعتمد بالفعل على القرصنة، على اصطياد الحفار في عرض المحيط في اثناء سيره، والانقضاض عليه واغراقه بعيدا عن كل عين وكل شاطيء.

تم استدعاء السفينة التجارية المصرية "نجمة يوليو" لتقطع رحلتها الى هامبورج وتغير مسارها لتدخل ميناء لاجوس.

اكتملت الخطة الثالثة بوصول البعثة السينمائية المصرية ومعها هذان الصندوقان اللذين قيل انهما يحويان معدات خاصة للتصوير، وفي كل منهما صاروخان على درجة عالية من كفاءة التدمير.

البعثة كان مطلوبا في البداية أن يلفت وجودها النظر في حدود معينة، واختير لها مكان يبعد عن لاجوس كثيرا لتصوير المناظر الخارجية للفلم.

كان المفروض اذا ما افلت الحفار في دكار وابيدجان، ان تصعد البعثة السينمائية الى سفينة "نجمة يوليو" على أن يصعد معها أربعة من افراد القوات المسلحة الذين دربوا تدريبا كافيا على استخدام الزوارق والصواريخ.

لا بد من ضرب الحفار في ابيدجان، وابيدجان بالذات.

كان يبدو من سياج الأمن المضروب حول ميناء ابيدجان، وفي الفنادق والشوارع وكل مكان من الممكن أن يوجد به مصري واحد مستحيلا.

ان الجو العام كله كان مشحونا "ضد" الوجود المصري أيا كان.
"علشان كده، لازم نضرب الحفار هنا"

ان خطة "تطفيش" الحفار من نيجيريا، ودفعه دفعا إلى ساحل العاج، قد أفلحت.

الفصل الثاني عشر: تدمير الحفار.

ترك إفلات الحفار من دكار في نفوس الرجال رغبة جارفة في التنفيذ مهما كانت العقبات.

دخل الحفار إلى ميناء ابيدجان ورسا على الرصيف نفسه الذي ترسو عليه القاطرة "آلبي" بعد أن إنفصلت عنه القاطرة "جاكوب فان هيموكيراك"

لم تشهد ابيدجان ليلة كتلك الليلة، كان استقبال رواد الفضاء الامريكان رائعا، وكان افتتاح فندق "لافوار" الاسرائيلي مثل الاسطورة.

هاهم الرجال - الملازم والقرش والعريف- وقد جاوزت الساعة الرابعة صباحا قد ارتدوا ملابس الضفادع البشرية.

في هدوء نزل الرجال الى المياه، واحدا تلو الآخر، وما لبثوا أن اختفوا بين سيقان الاشجار العائمة وتحت سطح المياه.

كان الوقت المقدر لوصول الرجال الى الحفار، وتثبيت العبوات في أماكنها، ثم العودة الى الشاطي، قد قدر فيما بين 55 و 65 دقيقة.

بعد الشبح الأول ظهر شبح آخر، وعلى بعد أمتار منه بين سيقان الاشجار كان الشبح الثالث. . ها هم الرجال عائدون فهل قاموا بالمهمة؟!

مضى الركب في الطريق الى السيارة.
أجمع الثلاثة أن الوصول إلى قاع الحفار ومغادرته كان صعبا فالاضاءة فوقه ومن حوله قوية بحيث تكشف كل من يقترب منه.

المهمة كللت برغم كل شيء بنجاح.

ما هي الا ساعتان وبعض الساعة حتى تنفجر العبوات تحت بطن الحفار وتبقره بقرا..

التعليمات الجديدة، كان عليهم أن يرحلوا فورا عن ابيدجان وقبل أن تمضي على وصولهم إثنتا عشرة ساعة.

انتفض جسد نديم في مكانه فقفز واقفا مع صوت انفجار يأتيه من بعيد، ودوى بعدها الانفجار الثاني، ولحقه الانفجار الثالث والرابع.

ان كل شي على ما يرام، وإن الحفار قد دمر.

سافر الرجال في الموعد وأصبحت المدينة نظيفة.

ان اصابة واحدة لم تحدث، وأن نطقة دماء واحدة لم ترق، وأن العملية كانت بيضاء.

لقد أرسلت البرقية بالشفرة في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح الأحد 8 مارس 1970م، وكانت تحمل كلمة واحدة -رغم سطورها العديدة- هذه الكلمة هي "مبروك"

إنتهت قراءتي لرواية  للكاتب المصري #صالح_مرسي.

استغرقت قراءتي لرواية  خمسة عشرة يوما، استمعت فيها بالراوية وأحداثها الملفتة للنظر والتي منحتني إحتراما أكبر للشعب المصري وجهاده لكرامته.


القراءة القادم ستكون لكتاب #بؤس_الفلسفة للكاتل #كارل_ماركس كونوا معي.

1 التعليقات

غير معرف يقول... @ 26 يناير 2014 في 11:02 ص

قصة رائعة
http://draftsman.wordpress.com/

إرسال تعليق