| 0 التعليقات ]


مقدمة ..

سنة جديدة .. توقفت طويلاً عن الكتابة وغبت عن هذا القلم الإكتروني كثيراً .. فاتني الكثير ورغبت في تدوين أكبر وأحببت مشاركة نفسي بأفكاري في هذا السن لعلي أجدني مختلفاً عندما أكبر وربما العكس .. توقعت عودتي أبكر من هذا الوقت ولكن خانني التقدير وربما كبلتني الواجبات والأهداف .. أحتجت إلى دفعة تخرجني إلى عالم الكتابة مرة أخرى وكنت مطمئناً أني سأرجع إلى هذه الدار الإلكترونيه التي أصبحت متنفسٍ لأفكارٍ ربما ستموت في يوم من الأيام .. بالفعل أتت الدفعة من الصديق الذي دفعني إلى التدوين الإلكتروني في أول الأمر .. ذلك الصديق الذي أكن له كل الأحترام والتقدير والمحبة .. إليك يا صديق وإلى كل الأصدقاء حولي .. إلى أولادي الذين سيقرأون هذا الكلام يوماً ما ..

إليك يا صديق ..

أتعلم يا صديق أن التأمل في الحياة يعطيك الشعور بأنك جزء من هذا الكون .. يجعلك تغوص في التفكير بدون حدود وبدون قيود تقيدنا من الإنطلاق إلى كل أمر نستطيع التفكير فيه .. ذلك الشعور بأنك جزء من هذا الكون مصدره هذا العقل وليس القلب .. العقل الذي يمكنك من إبقاء الخيارات مفتوحة لديك في أي موضوع يطرح .. يجعل التساؤلات تنهمر ويجعل البحث عن الإجابات التي تقنع عقلك أمراً شيقاً ومهمةً تستحق العناء .. يجعل النقاش بعقل أمر مثير والجدل أحيانا رحلة سليمة ..

أتعلم يا صديقي أن الفرق بين المفكر والأمعة ضخم كبير .. ذلك يسبح في الأعالي يقلب الأفكار يقبل هذا ويرفض الأخرى .. يجادل ويناقش بحرية تامة ، والآخر أُلجم بفكر غيره، يرى من خلال ثقب صغير صنعه له أحدٌ ما يبتغي هدفاً واحداً وهو أن يجعلك تابع له ..

أتعلم يا صديقي أن من الصعب جداً الفصل بين المشاعر والفكر .. صعب جداً فالإنسان عقل وقلب .. ولكن يا صديقي الإستمرار في ربط التفكير والحكم بالمشاعر أمر خطير .. يجعلك خارج السرب ويجعل حكمك على الآخر نزوةً داخلية تتغير بتغير المشاعر .. يجب أن تكون موضوعياً، تتجرد من مشاعرك الداخلية لتكون لديك القدرة على إطلاق الأحكام أو حتى النقد .. يقولون الموضوعية "معرفة الاشياء كما هي في الواقع لا كما نشتهي أو نتمنى أن نكون" .. لإطلاق الأحكام يجب الأخذ بالمعطيات والحقائق كما هي لا نزينها ولا ننقص من حقها كما نريد أو نشتهي .. هنا الفرق بين المنجرف بمشاعره وبين العاقل المفكر قبل صدور نقده أو حكمه ..

أتعلم يا صديقي .. لم نتعلم النقاش والحوار بعد .. لا زلنا نجادل ونجادل ونجادل وأحياناً تعلو الأصوات بالصراخ .. نرجع إلى المربع الأول حيث المشاعر وكأن وجهات النظر حمىً ندافع عنها بكل ما أوتينا من وقت وصوت .. ننسى غالباً أن تقبل وجهات النظر مهما كانت مختلفة وأحيانا قاسية مهارة لا يتقنها إلا الناضج أو بالأحرى صاحب العقل المفتوح المفكر .. وكل ذلك بسبب أننا أقحمنا المشاعر في العقل فامتزجت المشاعر بالأفكار وطغت عليها في النهاية ..

يا صديقي .. أحببت التفكير في كل شي، وكان في كل أمر يطرح رأي لي فيه .. لا أستطيع تقبل فكرة أن نبلع فكر الآخر بدون تفكير فذلك أمر يجعلنا أدوات في يد الآخرين .. التفكير يا صديقي التفكير بدون المشاعر يجعلني ذلك الشخص الذي أبتغي ..

يا صديقي أتمنى أن لا تأخذنا المشاعر كثيراً في كل أمر يطرح فالمشاعر لا يمكن أن تجعلنا صحيحي التفكير .. أتمنى أن نصل إلى ذلك النضج في تقبل الآخر وتقبل الواقع والحقائق مهما كانت مالا نبتغي أو نريد ..

أتمنى حقاً أن تصل الرسالة إلى نفسي وإلى أصدقائي وإلى المقربين وإلى غير المقربين .. 

0 التعليقات

إرسال تعليق