| 3 التعليقات ]


إنه شهر فبراير .. من الممكن جداً أن يكون شهر العشاق أو الفلانتياين لفئة من البشر .. ومن الممكن جداً أيضاً أن يصبح شهر للإعتصامات لفئة أخرى تحاول أن تجعله كذلك في عمان .. راقبت عن قرب ما كان يحدث في الآونة الأخيرة على الساحة من مناداة إلى إعتصامات جديدة في وطني الغالي .. بالطبع كتاب المنتديات والمدونين كانت لهم المشاركة الأكبر في هذه النداءات مثل كل مره .. الثورة في عالم الرقميات جعلت الفضاء الإلكتروني بيئة مناسبة وخصبة وسريعة لجذب عقول الناس إلى فكرة ما أو دحض أخرى .. خصوصاً أن لعبة الإختباء ولبس الأقنعة تصبح سهلة وجذابة جداً لمن يتقن مزج الحروف ويطلب الشهرة .. ومع إختلاف مستويات التفكير والتعليم والثقافة لمرتادي الفضاء الإلكتروني الإفتراضي تصبح الأقنعة جداً براقة وتجذب الكثيرين حتى إن إتضحت حقائق من العالم الحقيقي ..

قرأت ما كتبه معاوية الرواحي في مقاله "ميثاق الخلاص" بتاريخ 3 فبراير 2012م مثلما قرأه كثيرون .. لست هنا للخوض في ما جاء في المقالة من كلام لا يمكنني كتابته في مدونتي .. ولكنني أبيتُ إلا وأن أبين وجهة نظري في الموضوع وخصوصاً بعد إعتذار معاوية في مقاله الجديد بتاريخ 13 فبراير 2012م.

من الوهلة الأولى لقرائتي لمقاله الأول أدركت جداً أن ما كتبه معاوية ما هو إلا ذكاء منه ومن الممكن أن يكون ذكاء من غيره .. وأن معاوية مدركٌ جداً تمام الإدارك العقلي ما يفعله وليس كما قذفه البعض بالجنون والسكر وغيرها .. أعتقد أنه أمر خطط له معاوية أو خطط له غيره لأجل هدف من الممكن أن يكون وطنياً جداً .. المتأمل في مقاله الذي من الغريب جداً أن تمت إزالته بعد بضعة ساعات، يجد أن معاوية لم يأتي بأي حقيقةٍ كانت وإنما كان مقاله مليء بالمشاعر والأراء المبنيه على أحداث غامضة .. ليس يظهر لي هدف لمقاله غير أنه حاول بكل الطرق إيصال فكرة واحدة للقاريء وهي " نحن المثقفين ومدعي الثقافة سواء مدونين أو كتاب نحمل الكثير من الأقنعة، والأهم من ذلك أننا نحمل فكراً وأهدافاً غير الفكر والأهداف التي ندعو إليها .. وانتم يا من تجعلوننا حاملي لواء الإصلاح والحرية ما انتم إلا حمقى" .. حاول معاوية ترسيخ هذه الفكرة بعدة طرق .. الأولى قذفه وإهانته لرموز في الوطن بداية من جلالة السلطان قابوس والشيخ أحمد الخليلي مع تأكد معاوية من الحب الكبير الذي يكنه الكثيرين من العامة لهذين الرمزين .. والثانية عن طريق إفشاء بعض الأحداث التي من الممكن أن تكون قد حصلت لبعض من المثقفين "الزباليين" مثلما وصفهم والتي تكشف للقاريء الوجه الذي يريد معاوية أن يريه للقاريء .. ولم يتوقف معاوية عند هذا الحد فمن أجل إيصال هذه الفكرة، ضحى بنفسه وبسمعته بأكملها فوصف نفسه بأقبح الصفات والأخلاق .. هذه التضحية كفلت هدم الثقة التي كان الكثيرين قد وضعوها في أمثال معاوية وغيره .. من وجهة نظري أن ذكر جهاز الأمن في المقال لم يكن إلا غطاء لجهاز الأمن نفسه فهو يدحض تعلق هدف المقال بهذا الجهاز أو غيره من الأجهزة الأمنيه .. في الأخير إختيار معاوية للكلام الخادش للحياء كفل للمقال الإنتشار بسرعة كبيرة فالكثيرين تداولوا المقال عبر القنوات الإلكترونيه المتعددة فضولاً أو تعمداً مما خدم تحقيق الهدف .. الملفت للنظر أن بعد كل ما ذكره معاوية في مقاله أتى وقال "الحل الآن هو الاعتصام السلمي ما دمنا في عصر الثورات، بعد ذلك لن يكون الحل سوى ثورة" ، وكيف يتوقع معاوية بعد كل ما ذكره أن يشاركه القاريء الفكرة !!!

ماذا يعني هدم الثقة بين الكاتب الإكتروني سواء المدون او كاتب المنتديات وبين قرائه وخصوصاً إذا ما عرفنا أن الإغلبية الذين ذكرهم معاوية كانوا من دعاة الإعتصامات وأعمدتها !! .. هذه الثقة التي يكسبها الكاتب الإكتروني بصعوبه شديدة ،هدمها يعني أن بناءها مره أخرى من الممكن أن يكون مستحيلاً .. ولماذا إختار معاوية هذا التوقيت لنشر هذا المقال ..لماذا فبراير!! .. هنا يكمن الهدف الأسمى الذي أعتقد أن معاوية حاول إيصاله وأعتقد أنه نجح في ذلك .. فالإعتصامات فقدت شرعيتها بفقد الثقة في الكاتب الإكتروني الذي كان يحاول الدعوة لها .. فأصبح دعاة الإعتصامات من الكتاب رموزاً للفساد ومتسلقين لا يمكن الثقة بهم والذنب الذي إقترفوه لا يمكن أن يغتفر ..

كان من المتوقع جداً أن يعتذر معاوية .. على الرغم أني توقعت أن يأتي الإعتذار متأخراً قليلاً .. ربما الهدف من مقاله السابق كان قد تحقق وليس للوقت أهميه الآن .. ربما هناك سبب آخر .. ولكن في الأخير معاوية إعتذر ويبقى السؤال هل ستبقى الأقنعة حاضرة تخفي الكثير من الحقائق .. وهل سيبقى الفضاء الإلكتروني وسيلة لإستحمار الكثيرين .. أم أن القاريء سيحاول التدقيق في ما بين الخطوط وما تحت الكلام .. الحقيقة التي أعرفها أن الكثير من الأحداث ستطوى في سجلات النسيان ولعل إعتذار معاوية سيغفر له عند كثير من القراء .. الأهم أن سلامة الوطن تعني الكثير والغاية تبرر الوسيلة ..

3 التعليقات

غير معرف يقول... @ 15 فبراير 2012 في 8:37 ص

life is noting just smile

I think it exactly what u said and what you keep in ur self

Muawiya Alrawahi يقول... @ 18 فبراير 2012 في 6:15 م

تحليل أعجبني بعضه ..
والأمر ليس بذلك السوء
ولا بذلك الجمال ..

دمت صديقا ..

غير معرف يقول... @ 28 فبراير 2012 في 9:25 ص

شخص عنده قضية القسم الخاص لم تنتهي يسمح له مباشرةبالسفر للقاهرة هذا الشك زادني اقتناع بان كلامك صحيح بالاستحمار

إرسال تعليق