| 1 التعليقات ]

تكررت زياراتي إلى تلك الشركة مراتٍ عدة، في كل مره ألحظ تلك الفتاة الجالسة دوماً على كرسيها العتيق تراقب الداخل والخارج، جالسةً محاولة التظاهر بالعمل، كيف يمكن لها ذلك بدون أي ورقة أمامها أو حتى قلم، تصيبني الحسرة والغضب في آن واحد، أهذا ما إرتضته لنا الحكومة، أبسبب التعمين أصبحنا عديمي القيمة وعالة على الشركات .. هذه الشركة المكتظة بالهنود أصحاب المستويات العلمية التي أظنها لا تعدو عن الدبلوم .. شركة أساسها الهندي الكبير صاحب القصر الكبير في أغنى المناطق في مسقط .. لأجل التعمين أصبح العماني يعمل للقمة العيش لا يهمه الإنتاج الحقيقي ولا إرضاء النفس .. أإلى هذه الدرجة من الإنحطاط الوظيفي أصبحنا، أليس كان الأحرى أن تستغل هذه الإيادي في البناء بدل أن تكون عالة على شركة ما .. أرغمتها لقمة العيش .. تحملت كل أنواع المهانة والذل في الجلوس بلا قيمة في كرسي عتيق تراقب وتراقبها عيون تكاد أن تنطق بأنك " عديم الفائدة" ولو لا "التعمين" لأصبحتِ رقم جديد في أعداد "الباحثين عن العمل" اللامنتاهيه ..

دعني أعرفك يا حكومتي العزيزة وإني موقن أن الكثيرين منكم يعلمون هذا الأمر، أن للإنسان حاجات ضرورية إذا لم تلبى فأنه لم ينظر إلى ما هو أبعد من ذلك، هذا ما أثبتته النظريات والكثير من البحوث، فهرم ماسلو واضح صريح يدعوكم بدايةً إلى تلبية الحاجات الأساسية لكل إنسان ألا وهي الطعام والشراب وهذا لا يتأتى إلا عن طريق توفير العيش الكريم .. لا عن طريق إرهاق الإنسان وإشغاله بلقمة عيشه يستيقظ كل يوم وفكره في لقمة عيشه وينام عليها، كيف لنا أن نصل إلى تحقيق الذات والإنطلاق وإلى الإنجازت إذا لم تستطيع حكومتنا الرشيدة توفير الإحتياجات الرئيسية للكثيرين .. محاولة التعمين لم تأتي بنتائج كبيرة، فهي تقتل الإنسان العماني من وجهة نظري، أصبحنا عالة على الشركات لا عونا لها، لست هنا للتعميم ولكن هذا التناقض الكبير في عمل الحكومة

الواضح في قوانين التعمين من جهة ومن جهة أخرى التزايد المطرد في أعداد اليد العاملة الأجنبية .. هاتين الكفتين لا يمكن أن يلتقيان أبدا وخصوصاً في ظل نسبة البطالة الكبيرة التي نعاني منها والتي تبلغ 15% .. التعمين وزيادة أعداد اليد العاملة الأجنبية ساهمت في إضعاف قيمة اليد العاملة الوطنية .. فأصبح العماني عالة وأصبحت الشركات تتنافس إلى ضم الأجانب وأصبح العماني مجرد رقم توازن به نسبة التعمين .. السؤال الجوهري هنا لماذا أصبحنا نناشد التمعين .. ألأجل لقمة العيش !! أو لأجل خلق يد عاملة وطنية منتجة تستطيع الشركات أن تعتمد عليها .. الواضح هنا ما هي إلا أرقام تفاخر بها وزارة القوى العاملة أمام الحكومة وكأنها بذلك أنشأت قوى عاملة وطنية منتجة .. أصبح الهدف مغيباً أمام الوزارة .. طمسه الحب في نشر الأخبار الجيدة من خلال إحصائيات التعمين .. أفيقي من سباتك يا وزارتنا الموقره، فقيمة العامل الحقيقي في إنتاجه ليس في أعداد تجبرون الشركات عليها ..

يا وزارتنا الموقرة .. إن كان فعلاً هدفك الأسمى القوى العمانية المنتجة، فتعملي لأجل ذلك، لا تتوهمي أهداف وقتيه ملحة لا تنتج إلى مشاكل أخرى يصعب حلها .. لا تتوهمي الحاجة إلى أعداد أجنبية أخرى فأعدادنا الكبيرة هنا توهن وتضعف وبالإمكان أن تموت .. إستمعي إلى الحقائق لا إلى التظاهر .. بطالة كبيرة وزيادة كبيره في أعداد وافدة .. هذه هي الحقائق ليس هناك شي آخر .. إستمعي إلى الشارع وإلى أصحاب الأرض لا إلى أصحاب القصور الذين سيتركون أرضنا بعد إمتلاء جيوبهم .. إستمعي جيداً فلعلك تجدي الحلول ..

1 التعليقات

شات صوتي يقول... @ 8 يناير 2012 في 4:28 ص

مشكووور والله يعطيك العافيه


gooood thenksss

إرسال تعليق