| 2 التعليقات ]


يوم عادي إلى أبعد الحدود .. عمل هنا وهناك .. ونقاشات نثيرها في ابسط الجلسات لا أدري ربما لكي لا نشعر بالفراغ والسكون الغير محبب .. من موضوع إلى آخر .. ومن قناة إلى أخرى .. إلى أن فاجأني صاحبي وصديقي بسؤال بسيط " ما هو الوطن؟!! " .. في أول الأمر بدت لي الاجابة سهلة بسيطة .. ولكن لا أخفيكم أمراً فإني عجزت عن الإجابة .. تعطل عقلي وترددت كثيراً قبل النطق .. وغصت في صمت عجيب ... بالفعل لم أدري ما هو الوطن حينها .. أو بالآحرى كيف نلمس حب الوطن .. سؤال في مظهره بسيط للغاية ولكن في جوهره عميق لا أدري أن كنت سأصل إلى أعماقه يوم من الأيام .. ما هو الوطن .. عدة أيام إلى الآن وانا ابحث هنا وهناك .. أحاول أن اتعمق في التفكير .. بالأمس كان الوطن جغرافياً وفي التاريخ هو إمبراطورية عمان العظيمة .. من ساحل عمان إلى شرق افريقيا .. تقرأ في كتب التاريخ وأحاول أن أستشعر وطن غاب في زمن الخرائط والمعاهدات الحدودية .. ولكن هل الوطن هو البقعة الجغرافية فقط .. أم هناك أبعاد كثيره ترسم حدود الوطن .. إني موقن أن للوطن ملامح رئيسية ترسمه .. للثقافة دور كبير .. والناس هم من يخطون هذه الثقافة .. ولكن ارجع هنا واقول كان التاريخ يقول أن وطني ممتد الأراضي من الجزيرة العربية إلى شرق افريقيا .. في الحقيقة أني لا استشعر هذا ولا يمكن أن ألوم نفسي .. فأجدادي عاشوا هنا .. وأولادي سيعيشون في هذه البقعة الجغرافية في الجزيرة العربيه .. منذ ولدت وعمان هي من مسندم إلى ظفار .. هذا ما تقوله الحدود الدوليه .. وهذا ما أراده الأخرون أن يزرعوه في عقولنا منذ أنا كنا أطفالاً .. ولا أدري ماذا سيكون وطني في عدة عقود .. وماذا سيكون الوطن في عقول الأجيال القادمة ...

***************************

أتأمل كلمة الوطن ..وطن بمعنى المنزل الذي تقيم به .. القواميس العربية حقيقة لا تستطيع أن تشرح الكثير .. فالوطن أبعد من منزل تقيم به .. الوطن بالنسبة لي الى الآن هو المكان أن الذي أطمئن إليه .. أحب المكوث فيه .. ثقافتي مستمدة منه .. وعاداتي وأسلوب حياتي مستنبط من ثقافته .. وعقلي يكثر التفكير فيه .. كلما بعدت عنه اشتقت نسائمه .. وكلما كنت في احضانه سكنت روحي وأحسست بالأمان .. في تربته دفن أسلافي .. وفيه سأدفن في يوم من الأيام .. حتى شمس الوطن لا تجاريها شموس الغربة .. كلام ليس من الممكن قياسه بمعادلات حسابية ولا أجهزة ذكيه .. إنما هي أحاسيس غير ملموسه .. ربما ستترجم بأعمال ملموسه ليس الغرض منها التحليق في أفاق المصلحة الشخصية ولا الركوب في الأهواء الغير مسؤوله .. إنما أفعال هدفها رفعة هذا الوطن .. نتشدق كثيراً بالوطنيه وحب الوطن بدون أن نعي معنى الوطن .. أفعالنا نظنها في مصلحة الوطن وربما تكون العكس .. وربما الكثير منا يفعل البسيط من الأفعال التي تخدم الوطن وفي أعماقه طمع في الحصول على جائزة كبيرة .. لا أدري متى من الممكن أن نعتبر فلان وطنياً وغيره عكس ذلك .. ربما هي الأفعال الظاهرة منه .. ولكن كيف ممكن أن نستشعر حب الوطن المدفون في أعماق الناس .. كوني جئت من حقل هندسي فإني أحاول دائما قياس الأشياء لتتحول إلى أرقام أستطيع بها الحصول على نتيجة معينه أحكم بها على الأمور والحكم فيها صارم .. ولكن يا صاحبي ليس الأمر كذلك في قياس الوطنيه .. فحتى الأفعال والمواقف تتباين عند الشخص الواحد .. وحتى قراءتها من الناس المحيطين من الممكن أن يكون مغلوطاً .. أشعر أني بالفعل لا زلت محتاجاً في التفكير اكثر من هذا في الوطن وفي معانيه .. فما يبدو سهلا في ظاهره، تأكدت أنه عظيماً في معانيه ..

يا صاحبي لا أدري ماذا أكتب الأن ولكني شعرت أنه لا بد من الكتابه .. فالوطن يستحق الكثير الكثير من مجرد أحرف وكلمات .. وما قيمة الإنسان بلا وطن ..

ما قيمة الإنسان

بلا وطن

بلا علم

ودونما عنوان

ما قيمة الإنسان

ما قيمة الإنسان

بلا وطن

بلا علم

ودونما عنوان

ما قيمة الإنسان

محمود درويش











2 التعليقات

Mohammed Al Kalbani يقول... @ 23 أبريل 2011 في 2:04 ص

رائع جداً .. كلمات جميلة !!

غير معرف يقول... @ 1 مايو 2011 في 2:21 م

http://www.youtube.com/watch?v=JU0zlvGcBKE

إرسال تعليق