في الإنتظار يا وطني في الإنتظار ..

في موضوعي السابق http://gmgd-gmgd.blogspot.com/2011/03/39-2011.html

عن المرسوم السلطاني http://www.omannews.gov.om/ona/newsDetails.jsp?newsID=47771 ، كنت متفائلاً جداً بما قد يحدث في القريب العاجل .. رأيت في هذا المرسوم وفي هذه التغييرات المخطط إحداثها قفزة كبيرة إلى المستقبل الواعد في التطوير والنهضة والحد من الفساد بكل اصنافه .. لا أدري بدأ تفاؤلي يخبو يوماً بعض يوم .. فتح باب الترشح بنفس الشروط وبنفس المستويات المقبولة ثقافياً .. دماء جديدة أتعس من التي عهدناها .. دماء يجب أن يتحملها الناس لثلاث سنوات أخرى .... نفوس تنظر عالياً إلى "سعادة" ومن الممكن أن يبتسم القدر وتحلق "معالي" .. هذا ما قد يفكر فيه هؤلاء أصحاب النفوس الكبيرة من أغلبية من ترشحوا في إنتخابات مجلس الشورى .. للأسف فالنظام سمح لهؤلاء في الدخول لمجلس الشورى كما سمح لآخرين في صقل مواهب الفساد وتضييع المصلحة العامة ..

الأغلبيه قد أحجموا عن ترشيح أي من الأعضاء وربما الآخر قد يحجم عن ذلك في القريب العاجل .. والسبب الرئيسي في ذلك فقدان الثقة في المجلس وفي أعضاءه .. الجميع يصرخ نعم للتغيير يقابله جمود من جهات رسميه .. لا أدري ربما هو عدم الإكتراث بل هو ضعف تقدير من البعض .. تمنيت أن أرى الصرخة تعلو وتعلو وتعصف بالجميع لنرى وجوها جديدة شابه قادرة على استيعاب ما يجري هنا وهناك .. لا أن يحدث مثلما حدث في الدورات السابقة .. الملقن يلقن الطلاب بما يعتقده الصواب وعليك أن تشكره في نهاية المطاف وليس لديك الحق حتى في التعقيب على كلامه .. وإن علا صوتك يقاطعه صراخ رئيس الجلسه ويلقى بكلامك عرض الحائط وكأنك شيئاً لم يكن .. تمنيت أن تغير الشروط لننتقل فعلاً من عصر ولد فلان إلى فلان المتعلم المهندس الطبيب المتخصص وغيرهم من الكفاءات.. وتمنيت أن تؤجل الإنتخابات إلى أن يعاد النظر في جميع ما يخص مجلس الشورى .. من أعضاء ومن هيكل ومن إختصاصات ومن صلاحيات ومن إجراءات وقوانين وغيرها من الأمور المخفيه .. تؤجل إلى أن يستعيد الجميع ثقته في هذا المجلس ..

ما يهمني هنا هو ماذا حدث لهذا المرسوم أو بالأحرى ماذا حدث لتقرير اللجنة الذي افترض هنا أنها رفعت التقرير إلى السلطان .. اتمنى تكون الصلاحيات واقعية تمكن المجلس من القيام بواجبه بأكمل وجه .. وأن تجد لها إستجابة فعليه من المجلس ومن المجتمع ككل .. اتمنى أن تُبنى الثقة في الناس من جديد من خلال الوقائع ومن خلال النتائج الملموسة لعمل المجلس .. على أن تكون النتائج قريبة الأجل لا ان يطول بها الوقت حتى يفقد الناس الثقة كاملة .. أتمنى أن أرى الناس همهم الوطن وخدمته لا أن نرجع الى عصر الواسطة والمحسوبيه والفساد .. فالفساد يبدأ من أعلى منصب وينتهي في أدناها .. أتمنى أن تتغير هذه الثقافة في المجتمع ككل ومجلس الشورى والإعلام والتعليم هو نقطة بداية لتغيير هذه الثقافة .. أتمنى أن حقاً أن أرى نتائج هذا المرسوم في القريب العاجل .. لا أن يطول بي الأمد بدون أن أرى من أفضت به هذه اللجنة .. في الإنتظار يا وطني في الإنتظار فما زال في النفس قليل من التفاؤل وثقة لا أتمنى ضياعها ..