| 0 التعليقات ]



10/6/2010 الساعة 18:00



مساء الخير يا صاحبي ..

مزيج من الإحاسيس .. التوتر ، الإحساس بقرب الإنفجار، والإحساس بالفوضى في الدماغ بسبب كثرة القراءة بلا تركيز .. وخفقان كقلب طالب يدخل إمتحانه الأول .. هذا ما كان قبل عدة ساعات من الآن .. في قاعة إمتحان لا يميزها غير الكراسي الخالية ، ولا يسمع فيها غير صوت تقليب أوراق هنا وهنا .. عين على الورقة وعين على عقرب الساعة وكأن الوقت لا يمضي ولكنه في الواقع يمضي سريعاً .. ثلاثة أسئلة في ثلاث ساعات، تبدو المعادلة متوازنه ولكنها ليست كذلك .. لست متعوداً على الكتابة باليد فلقد أصبح الكسل يلازمنا فقد تعودت أطراف أصابعنا لمس لوحة المفاتيح وتخلت أيدادينا من مسك القلم لأكثر من 10 دقائق أو أقل .. وحتى كثرة الأخطاء الإملائيه لا نأبه بها، لقد اصبحنا متيمين بf7 بعد كتابة كل مستند أو بريد الكتروني .. ولكن ليس هذا هو الحال في قاعة الإمتحان، فلا وجود هنا ل f7 العجيبة ولا حتى للوحة مفاتيح، لابد من ترويض الأيادي لكتابة متواصلة لأكثر من ثلاث ساعات لا وقت فيها للراحة ، هنا يجب عليك إتقان الإملاء والتركيز في لغة فقهاء اللغة الإنجيزية .. ثلاثة أسئلة ، الواحد تلو الآخر .. أكتب يا قلم بسرعة فليس هناك الوقت الكافي، ولكن بين فينة والآخرى ترغمني العين على مراقبة عقرب الساعة .. وكأني في شوق يجذبني إلى نهاية الوقت .. ربما هو التعب بعد الإرهاق وربما هو الشوق إلى عالم الخمول والكسل .. ولكن الأرجح أنه حب الإنطلاق إلى تحقيق الهدف ..

وفي محاولة لكتابة لآخر فقرة لعلي أضع فيها المزيد من التحليل يقاطعني صوتاً من بُعد “ TIME IS UP, PLEASE STOP WRITING” .. بالفعل أدركت أن الوقت مر سريعاً، لا أخفيكم شعوراً أني لم اتحسر على ضياع آخر فقرة، فالجهد الذي بذلته أقنع ذاتي وأسعدها في الجانب المعنوي .. ليس الإمتحان إلا إطار لتحصيل درجة ما ، ولكن ليس بالضرورة يعكس جانب المعرفة والإستفادة الفعلية ..

يا صاحبي، اليوم يمثل نقطة آخرى مهمة في هذه الحياة العلمية، ففي يومي هذا إنتهت به آخر معانات الإمتحانات المرهقة ،لأنطلق منها إلى المرحلة الأخيرة، أيام جميلة لا يمكن أن تنسى فيها الكثير الكثير من المشاعر والجهد، وفيها الكثير من التحصيل العلمي لعلي أخدم به هذا الوطن بأفضل ما يمكن تقديمه .. لم يبقى سوى القليل من الجهد لأختم به هذه المسيرة، إني مسرور اليوم وسأحتفل مع نفسي ومع من أحب، حفلتي في داخلي أصنعها كيفما أريد .. وأزينها كيفما أحب .. وداعاً يا إمتحاناتي الجميلة .. ولكن ربما ستعودي يوماً .. ربما ..

تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالماً ... وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ
وإنَّ كَبِير الْقَوْمِ لاَ علْمَ عِنْدَهُ ... صَغيرٌ إذا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْجَحَافِلُ
وإنَّ صَغيرَ القَومِ إنْ كانَ عَالِماً ... كَبيرٌ إذَا رُدَّتْ إليهِ المحَافِلُ

0 التعليقات

إرسال تعليق