مساء الخير ..
بعد عدة شهور من الكلام المتواصل عن خلية تجسس متواجدة في أرض الوطن الغالي لمصلحة دولة الإمارات العربية المتحدة .. والكثير من الشد والجذب بين مصدق ومكذب .. وبين قصص هنا وهناك .. بعضها كثُر فيه التوابل .. والكثير منها حكى عن واقع المتهمين وعائلاتهم .. وأخيراً جاء الخبر رسمياً من الحكومة مؤكداً هذه الخلية وعميلة إكتشافها http://www.omannews.gov.om/ona/newsDetails.jsp?newsID=45193 وبمساعدة المخلصين من أبناء الوطن .. وهو أمر يقطع حداً لكل من كذب ودحض ...
الكثير قد يتساءل أو بالأحرى الكثير قد تساءل لماذا هذا الإعلان في مثل هذا توقيت .. البعض يرى أن التوقيت أتى متزامناً مع ما يحدث في بعض الدول العربية في مصر وتونس من إضطرابات وبهكذا إعلان من شأنه إلتفاف الشعب على الحكومة وإيقاف ما قد يخطر في بال البعض من أفكار متطرفة لإثارة الفوضى .. دعني أقل هنا شيئاً أني أشتاق عمان كلما أسافر عنها .. أشتاق أمنها .. إستقرارها .. تربتها الطيبه .. ناسها .. وسلطانها .. وهذا حال الكثيرين من العمانيين وأن ما يحدث في بعض الدول هو نتاج سنون قهر وفقر .. ونحن في سنون الكرامة والعز .. فلا يجوز أن يفسر هذا التوقيت بمثل هكذا طرح .. أما البعض الأخر يرى أن الأمر نوي به أن يأتى في توقيت شُغل الناس بما يحدث في مصر وتونس وعليه تنسى هذه المسألة برمتها في بضعة أيام وهذا ما قد تريده الحكومة من عدم إعطاء الأمر أهمية كبرى .. وأن تنسى القضية في أسرع وقت ممكن وهذا طرح من وجهة نظري يجوز طرحه ..
عموماً .. من الممكن أن للتوقيت سبب وأسباب وفي الأخير لا يمكن لي الخوض فيها كثيراً .. الأهم هنا فيما سيكون لهذا الإعلان من تبعات سياسية وإجتماعية وإقتصادية على كل من الدولتين الجارتين اللتين لم تكونا دولتين منفصلتين في الماضي البعيد .. بل جذور إجتماعية مشتركة ومصالح إقتصادية كبيرة وحتى البعض قد يذهب بعيداً من هذا وإلى القول في وجود نفوذ سياسي لعمان على دولة الإمارات حتى وقتنا الحاضر .. تبعات لا يرغب فيها أي من الدولتين مهما كان هناك من خلاف .. ولكن في الجانب الأخر يجب محاكمة المتهمين في العلن حتى يتحقق العدل وتُضبط بها مشاعر الشعب العماني .. هذا ما ستكشفه الأيام القادمة من تحركات سياسية وردود أفعال من كلتا الدولتين .. ما هي إلا مسألة وقت فلننتظر ..
مما أستوقفني من أحد المدونيين الذي حاول بطريقة أو بأخرى أن يجد العذر لهؤلاء بطرحه وأنه يجب البحث في مسببات التي أوقعت هؤلاء في شرك كهذا .. وأن الحكومة قد تكون هي السبب في كل هذا الأمر .. لا يا أخي مجرد التفكير في عملٍ تشوبه الكثير من الشكوك يشعرني بالقشعريرة والإشمئزاز .. فما بالك بعملٍ يرواغ نفسه من يقول أنه لا يعلم أنه في طريقه في خيانة وطنه وأهله واخوته وسلطانه .. لو كان هؤلاء الخونة من البسطاء الذين شُغلوا بلقمة عيشهم لكان هذا الطرح من الممكن أن يكون مقبولاً .. ولكن أن يكون هؤلاء من كبار الضباط من الذين ملئت بطونهم بحيث لم تكن الحاجة ولقمة العيش عذر يتعذرون به ..فليس لهم عذر ولم ولن يكون للخائن أبداً عذر مهما كانت أعذاره .. وليس لهذا الطرح شي من القبول ...
لا أدري هل من سوء الحظ أو من حسنه أن أسافر الى الإمارات بعد هذا الإعلان .. لا أخفيكم أني بدأت في تخيل الكثير من الذي قد يحدث ولكن مثل كل مره .. ترحيب للعماني وإكرام له .. بدت الأمور أكثر من طبيعية وأتمنى أن تستمر طبيعية .. لا نريد إضطرابات ومشاحنات سببها تطرف شخصيات لا تعرف عن التاريخ الكثير أو أنها تتجاهله .. الأيام عرفتهم بسوء التصرف وإثارة الفوضى ... ساءت بسببهم أمور داخلية والكثير من العلاقات الخارجية ليس مع عمان فقط ولكن الأغلب من دول الجوار .. أتمنى أن تبقى عماننا دوما آمنه وأن يحفظ الله تربتها من كيد الطاغين ..
1 التعليقات
الإحتمالات كبيرة، ونحن نعي أمور نعدها كمسلمات، ولكن في الواقع لا ندري على وجه اليقين ما يراد لنا، ولكن كلنا ثقة أن القيادة واعية تماماً لما تصنع، لحسن الحظ أننا دولة ليست حديثة العهد بالسلطة والحكم، وأشعر أن الطرف الآخر يتعاطاها بدون أي حصافة سياسية .. ولذلك أثمان باهظة في هذا الزمن !
إرسال تعليق