النزهة العجبية ..

هأنذا اليوم بعيد عن وطني .. في بلد قريب لا يبعد لا جغرافياً ولا تاريخياً عن عمان . بعد يوم حافل في العمل قررت أخذ غفوة في في ذلك الفندق الذي يقال أنه ذو أربعة نجوم ولكن بدأت شكوكي تحوم حول ذلك بسبب شجاري مع أحد موظفي الفندق بسبب طلب الانتقال من غرفتي الحالية التي تقع في طابق المدخنين ولأني لا أطيق وأستكرب من رائحة الدخان، طلبت هذا الطلب .. وعلى الرغم من أن ابو الشباب من أصل عربي قال "I can not guarantee it" يعني بالمعنى الآخر إجلس مكانك وما شي تغيير .. ذهبت الى غرفتي بغيضي محاولاُ أخذ الغفوة .. وبعد محاولات طويلة في الفراش قررت النهوض والذهاب للمشي لعلي أجد الهواء النقي والمنعش .

****

نزهة وما أجملها من نزهة .. نزهة في مدينة عربية بالإسم فقط .. لم أجد فيها الانسان العربي ولم أشتم رائحته .. المدينة مكتظة بالهنود .. البنجاليين .. الباكستنيين . الأفغان .. وهلم جرا .. المدينة تفوح منها الروائح العطور الفرنسية بحيث أنك لا تطيق شمها .. بدأ المزاج يعتكر اكثر فأكثر .. ولكن ليس بالنسبة الى زميلي في العمل الذي رافقني في هذه التجربة التي لا تنسى .. هذا بالطبع لأنه هندي .. بدا زميلي مستمتعا بما يراه ويسمعه ويشتمه .. وما زاد الطين بله مياه الامطار لتي كونت البرك في كل مكان فذكرتني بمسقط وحالها بعد الامطار ..

****

لتكملة الأمسية الرائعة بقى فقط البحث عن مطعم لعلي أجد فيه شي انسى به هذا اليوم .. وبعد العناء الطويل من البحث .. لم أجد غير المطاعم الهندية .. الباكستانيه .. وليس وهناك من مطعم تستطيع أو بالاحرى أن تقبل أن تأكل فيه .. أخيراً إقترح صاحبي أحد المطاعم البعيده .. بصراحة كان لي امل ان يكون مطعم لا باس به .. وصلنا الى هناك ويا للمفاجأه مطعم هندي ونباتي لأن صاحبنا ما ياكل اللحوم والأسماك .. وبعد وقت طويل في تقليب والنظر الى قائمة الطعام .. صفيت بدال وخبز (الله يعين) .. ذكرني بأيام التربية العسكرية وأيام الدال اليومي .. ولكن هذه هي الوجبة الوحيدة التي أعرفها وعاد البقية الله أعلم .

****

أنقضى اليوم وكأني في في الهند .. كل شي هندي .. حتى العشاء .. حتى لباسي كان لا يختلف كثيراً عن ملابس الهنود .. أفضل شي الواحد يجلس مكانه في الفندق وخلي عنه المشي والنزهات ..