| 1 التعليقات ]


ما أعجب النسيان .. في الأمس الماضي القريب كنا للجسد الواحد لا يفرقنا لا القريب ولا البعيد .. واصبحنا في لحظة واحدة قلوب شتى تملؤها الغصة والجفاء ولربما بدأت الكراهية تنشر عدواها شيئا فشيئا ..


في الأمس القريب .. بكينا معاً لفراقه .. وذرفت القلوب قبل العيون دموعاً ساخنة .. ذرفها الرجال قبل النساء .. وحزن لفراقه الكبير قبل الصغير .. تلاتقت القلوب وتعانقت .. حتى خيل لي أنا كالجسد الواحد لا يتفرق أبدا .. وإن مات جزء منه مات الباقي بسببه .. يقولون المصيبة تجمع القلوب وان لم تكن قبل ذلك متفرقة .. ولكنها امتزجت وذابت في بعضها البعض .. جميل ذلك الشعور برغم المصيبة والحزن ...


في الأمس الأقرب .. لم يصبح للجمال وجوداً .. اصبح الشتات عنوانا .. واصبحنا مثلا لا يحتذى به .. العجيب ان انساناً يدني الغريب على القريب، أصبح في لحظة ما عاجز عن التفكير واتخاذ القرار الصحيح ..أصبح إمعة يعجبه كلام نمام وعاذل، لا يهمه سوى حلمٍ رسمه له أحدهم بألوان ورديه وزبرجها بألوان الذهب المزيفة .. العجيب والمقهر والصعب أن لا يرى الإنسان الا نفسه.. يصير الكذب والغدر عنوانه وطريقته المثلى ..


يقولون أن الغدر من صفات اليهود .. ولكني اقول أن الغدر والكذب اصبحت من صفات أغلبنا .. نزاولها لتحقيق مئاربنا لا يهمنا قريب ولا بعيد .. لم يبقى للإحترام اي نصيب في هذا الزمن .. ولم ترتفع المباديء جبالآ في حياتنا نتوسد ونفاخر بها ..


في الأخير .. يبقى الزمن بريء كل البراءة عن كل ما يحدث وعن كل التهم التي يتهمها به الضعيفون .. بل كل هذا بسببنا نحن .. بسبب ضعف قلوبنا .. وضعف مبادئنا التي دوما نتشدق بها .. وللأسف ما نلبث إلا أن نتجاوزها طمعا في هذا أو ذاك .. للأسف ..

1 التعليقات

Mohammed Al Kalbani يقول... @ 19 ديسمبر 2010 في 7:01 م

ليس بعد هذا الألم كلام يا صديقي .. ما يبرئ هذا الوجدان بمواساة بالتأكيد، ولكن أريد القول، أن الزمن له دورات، وما نال منا اليوم سننال منه غداً بإذن الله.

إرسال تعليق