| 2 التعليقات ]


مساء الخير يا صديقي والحمد لله على السلامة ..
مر الشهر الماضي بشي من الهدوء يتخلله بعض المطبات هنا وهناك .. لطالما أطلقت هذه الفترة من السنة بقترة الهدوء أو quiet period" .. لم اتوقع أن تتوقف هذه الفترة بشي من أحداث سيئة .. عموما يا صديقي الحمد لله على السلامة ..




في لحظة من اللحظات تمر حياتك أمام عيناك كأنه شريط سينمائي متقطع جدا يظهر فيه أحبائك والمقربون إليك فقط .. ليس فيه من الوقت الكافي أن يستعرض أي من أحلامك أو مشاغل حياتك فهو لما يستمر الا لبعض ثواني أو بالأحرى أجزاء من الثانية .. إلى تصحى من غيوبتك بصوت إرتطام السيارة في حجارة الوادي الملاصق للشارع العام .. في الحقيقة انت لم تستوعب ما إن كان ما حصل لا يتعدى كونه كابوس مزعج أو أنه حقيقة لا تريد حصولها .. تبدأ مدارك عقلك بعدها ببعض دقائق في توضيح ما حصل وتتمنى أن ما حصل لم يكن ليحصل وتبدأ في رحلة أخرى من التفكير اللامتناهي في حياة كانت على وشك اقفال دفترها من هذا الحياة ..




مثلما نسمع في كل عام وفي هذا الوقت بالذات قبل العيد تبدأ أخبار الحوادث في الإنتشار ونبدأ في التساؤل " لماذا هذا الوقت قبل العيد" .. أتدرون لماذا هل لإنسان كان قد قضى ليله في سهر الى طلوع الفجر .. وبعدها في عمل مرهق .. وبعدها الى مشوار الى بلده النائي الذي من الممكن أن يبعد 100 أو 200 كم .. في طقس ترتفع في الحرارة .. هل لهذا الإنسان من القدرة في التركيز في القيادة في طرقات مزدحمة .. وبسرعة جنونيه يأمل بها أن يصل الى أهله في أقصى سرعة .. أو بالأحرى أو المفترض أن أتساءل في غضون المعطيات الأنفة سابقا كم معدل احتمالية فقدان هذا الانسان السيطرة في القيادة والتسبب في حوادث .. الإجابة طبعا وبدون الخوض في معادلات الإحتمالات المعدل سيكون مرتفعاً وكفيلاً بإعطاء هذا الأمر الإهتمام الكامل ..




بإلامس كنت ضحية لهذه المعطيات .. سائق ساهٍ أو من الممكن أن يكون غط في نومه والمرافقين من باب أولى في سبات عميق .. لا تدري إلا بإنحراف سيارته الى سيارتي وما هي الا أجزاء من الثانيه .. وتجد نفسك والسيارة ملقى في خارج الطريق بعد أن اصطدمت بالحجارة الكبيرة .. وبعدها يخرج من سيارته متسائلاً عما حدث .. عادة أبلغ من الغيض الشي الكبير ولكن تحاملت على نفسي وأجبته بما حصل .. لا أدري من هو السبب في هذا .. أهو رمضان وقد أتى إلينا مباركاً .. أم انها الحكومة بتعديل أوقات العمل من 9 الى 2 وما يسبب ذلك من كسل .. الحقيقة في الأمر أني لم اعد أفكر في الأمر كثيراً ففي قانون الشرطة فهو المخطيء وعليه دفع مبلغ التأمين "50 ريال" وبذلك تنتهي القصه البسيطة في القانون التي يعتبرونها " حادث بسيط" .. وعلي أن أعاني ما أعانيه بسبب هذا التصرف الذي كان ان يؤدي بحياتي وبمن معي ..



يا صديقي .. ما هي إلا حوادث من حوادث الحياة تترك طبعتها وتمضى ولن يبقى في الذهن إلا ذكريات وصور يمكن أن تتذكرها وبالامكان ان تنساها .. أتمنى السلامة للجميع .. وأن يدركوا معنى الإمانة الكبيرة التي يحملونها أثناء قيادتهم .. واتمنى عدم سماع أي أخبار سيئة قبل العيد أو بعده .. فحياة الأخرين ليس أرخص من حياتك يا صديقي المتهاون في قيادتك ..



2 التعليقات

Mohammed Al Kalbani يقول... @ 4 سبتمبر 2010 في 11:27 ص

لله بالغ الحمد والشكر على ما أنعم بسلامتكم أخي العزيز، وقانا الله وإياكم شر هذه الحوادث ..

نعم بالنسبة للمتسبب هو مجرد "حادث بسيط" .. وليس هناك من رادع له !

سيكون من الأجدى لو سحبت رخصته حتى يتم إصلاح سيارة المتضرر ليعتبر ويتعض ..

Fashkool يقول... @ 4 سبتمبر 2010 في 11:43 م

حمداً لله على سلامتك مهندسنا العزيز، والأمر بالفعل ليس بسيطاً على الإطلاق، فأتفه حادث مروري بسيط بإمكانه أن يحيل الحياة إلى جحيم، ما بين مماطلة شركات التأمين وفقدان وسيلة النقل الضرورية جداً في بلدٍ لا يوجد فيها بديل عملي لهذه الوسيلة .. مرة أخرى حمداً لله على سلامتك صديقي الفاضل.

إرسال تعليق