| 0 التعليقات ]



صباح الخير ..
قبل ما يقارب الشهر كنت قد تلقيت هذه الرسالة من أحد الأشخاص المقربين الى نفسي عقلي وهي عبارة عن رسالة كان قد كتبها الشاعر محمد الحارثي الى حضرة صاحب الجلالة سلطاننا قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- وقد عنونها ب " رسالة شديدة اللهجة لصاحب الجلالة"، لقد قمت بقراءة هذه الرسالة عدة مرات محاولا الوصول الى الهدف الذي كان الشاعر يحاول ايصالنا اليه، ولكن للأسف لم اتمكن من الوصول اليه ، من الممكن أن يكون ذلك بسبب ضعف الفهم عندي أو عدم رغبتي لفهم الرساله. عموما أترككم مع الرسالة ومع نقاطي الإستفهاميه:


صاحب الجلالة:
لم أكن أريد أن أحدثكم عن جنرال، لكنني وللأسف لن أتمكن من الحديث عن بيت شعر لأبي مسلم أو بن شيخان، بل سأتحدث عنه دون سواه.

وسُلطانٌ حكيمٌ مثلكَ قادرٌ، بالتأكيد، على غفران مثلبة هذه الرسالة، لأكثر من سبب وسبب في الوجه والقفا.

من المؤسف أن تظل بلادك بشرائحها العريضة ونخبها المُثقفة عُرضة لأسوأ اختيار قدمتموه لشعبكم بإعادة وإعادة تنصيب "الجنرال" مالك بن سليمان المعمري ليكون شرطياً ينفذ، وفق هواه، ما أراد هو أن يعتقد الشعب العُمانيُّ أنه إرادتكم السّامية. نحن مثقفون، أكاديميون، محامون ورجال أعمال وموظفون وعُمّال بسطاء وفاعلون أحرار في جهاز هذه الدولة، كلٌّ بما اسطاع لخدمتها، لكن هذا الرجل الذي وليته شتى المناصب الوزارية والعسكرية، لم يكُن بالنسبة لنا، وبالنسبة لكثيرين سوى كابوس وحجر عثرة في سبيل تقدم هذه البلاد.


لا أعتقد أن هناك من يفعل وينفذ وفق هواه بدون أية مسائله. كل موظف في الدولة صغيرا كان او كبيرا يعمل في داخل منظومة متكاملة فيها الموظف وفيها المسؤول ولا يتخذ القرار برغبة هذا او ذاك. يا شاعرنا الفاضل ليس هناك أي نظام بشري كامل، كلها ناقصة وتوجد بها الاخطاء الصغيرة كانت او كبيرة.

دع بلادك تسعى للتقدم والرُّقيّ كما وعدت شعبك في يوليو 1970، وأكمل مسيرتك بختام مسك استحقته مسيرتك. استخلف خيراً في شعبك، واعف هذا الرَّجُل من منصبه ودعنا نعيش أحراراً دون منغصات من حُرّاس فجر القاهرة وظهيرات مسقط القائظة.

 ما كانت عمان أن تقوم أو تتقدم بسواك يا صاحب الجلالة. يا شاعرنا سلطاننا المعظم ليس حجر تتعثر به هذه الدولة بل هو أساس هذا التقدم، ولا أدري ما قصدك بختام المسك ؟!!!

أعرف أن رسالة كهذه قد لا تصلك، لكنها شرارة قد يصلُك منها قبس بعد أن وصلت مسامع شعبك، ومسامع الخيِّرين حتى في الأجهزة الأمنية التي يعتقد الطيبون منهم (وليس الأشرار) بضرورة وصولها إليك.


تعبنا من مخاطبتك هكذا من وراء جدار أجرد. تعبنا من مخاطبتك دون أن تسمعنا ودون أن نسمعك. تعبنا مما يقوله التلفزيون العُماني الذي لا زال يبث (كما كان في منتصف السبعينيات) بالأسود والأبيض، رغم قزح الألوان الفكِه. حوكمنا دونما مُبرر، وارتفع اسم عُمان ناصع البياض في قصرك (حيث لا تصلك تقارير منظمات حقوق الإنسان والمثقفين والمستضعفين في وطنك). بكَ نربأ وبك أن لا يكون ظلك (المُنقح وفقاً لوزارة الإعلام) نسخة سالبة بعد نحو أربعين سنة من حكمك، ليحكم عليك التاريخ بما حكم به على الآخرين
...

هناك ألف طريقة وطريقة للوصول الى صاحب الجلالة، ولا أدري هل حاولتها أم لا. وكأنك تحاول من خلال نشر هذه الرسالة الى ارسال رسالة الى العالم الخارجي بأن سلطاننا بعيد كل البعد عن شعبه. دعني أقول لك شيئا ليس يوجد سلطانا أو ملكا قريبا من شعبه من صاحب الجلالة السلطان قابوس حفظه الله ورعاه. ما سمعنا به من توقيف هذا أو ذاك ليس إلا بسبب اقتراف أخطاء قانونية تستلزم الوقوف عندها.


لكننا بعد نحو أربعين عاماً – يا صاحب الجلالة - لا نرى بوادر تدعو للتآخي والتواؤم في المسيرة والمسير والمُسيَّر، بل طغمة من العسكر تحكم البلاد، وطغمة من الوزراء "اللاوطنيين" ينهبونها، وأنت بعيد عما يحدث. تعبنا منهم، من سرقاتهم ولو كانوا من دمنا، من النظام البوليسي وانعدام حرية الصحافة والمحاكمات المجانية للكتاب واحداً بعد آخر: (عبدالله الريامي، محمد الحارثي، علي الزويدي، أحمد الزبيدي)، وآخرين، كما تعبنا من وزارة الإعلام التي تصادر كتبنا أنى نشرت في أقاصي الأرض؛ في المغرب، مصر، ألمانيا ولبنان فيما يتشدق إعلامنا بحرية الكتاب والكُتّاب. تعبنا من إعادة محاكمة أعلام عُمان ورموزها الوطنية الذين تمنعهم وزارة الإعلام بأوامر شخصية من مستشارك الإعلامي عبدالعزيز الرواس؛ كعبدالله الطائي وأبي مُسلم البهلاني. ما الذي تريده وزارة الإعلام من نونية أبي مُسلم بعد انقضاء 90 عاماً على تاريخ وفاته، وليس ميلاده.

 لقد الصقت تهمة اللاوطنية بجميع الوزراء العمانين، ألا تعتقد أن هذا خطأ ممكن أن تحاسب عليه. لا اعتقد أنك تحب سماع هذه الكلمة في حقك من اي شخص سواء القريب أو البعيد. لكل تهمة أدلة يجب أن تكون واضحة حتى يتسنى للقاضي الحكم والبت فيها، أما كلام بلا أدلة وبغرض التشويه أو بأي غرض كان تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون.

يحدث هذا في بلادك، وأنت ساه عما يحدث فيها...

ستعذر العبارة والتعبير، لكنني لم أجد سواهما للتعبير، في هذا الضحضاح، عن واقع الحال في ظل جمعية للكتاب هي من الضعف والهشاشة بحيث أنها لا تملك إلا مأزقها الوطني في ربط شاتها بحبل نايلون في ندوات النادي الثقاف
ي.

لقد قلتها بنفسك بـأن كلمة "ساه" لا تقال في حق ملك كريم كصاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم. ويجب أن تسأل نفسك وفي أعماقك هل أن سلطاننا المعظم ساه عن ما يحث في أرض قد بناها بعرقه ولولاه ما كانت ولن تكون ؟!! هل أنت ساه عما يحدث في بيتك الذي بنيته أم انك حريص كل الحرص على أن يبقى هذا البيت عامراً ساكنا لا يزعجه ولا يكدر صفوه أية نغيصه!!! أخي العزيز تأكد أن الامر سيان.

سارع للإنقلاب على مُعسكر لا نعتقد أنه يخدم مصالحك العليا، كما لا يخدم مصالح شعبك الدنيا، وانتصر للحقيقة - إن كنت راغبا فيها.

لست سوى مواطن كسائر مواطني بلادي التي أنت حاكمها، وتطاولي على ذاتك له ما يبرّره، لأنني مواطن من مواطنيك، أُهْدِرتْ حقوقه أكثر من مرة. لكنني لا زلت كما كان وعدي لنفسي، قبل سواي، بأن أكون مُواطناً صالحاً يكتبُ ما يعتقدُ بأنه صالح لنفسه وللمُتنفس الرَّحب في بلاده التي (وأصدِقك القول) فكرت عدة مرات في الهجرة منها – لا فرق – إلى السّويد أو بنغلاديش. ولأنني اعتقدت أنني ذلك المواطن الصالح، فإنني أدعوك (دعوة المُواطن الحُرّ لسلطانه) أن تعيد النظر فيما آلت إليه أشتاتُ هذه البلاد...

 وكأن بلادنا العزيزة آلت الى منحدر الهاوية وأن ليس للمواطن أي حقوق أو كرامة !!!

ودونك حكاية، لا بأس من روايتها، على تشابك أحداثها يمنة ويسرة:
منتصف الثمانينيات كفَّرني وشهَّر بي من جامع السلطان قابوس في روي مفتي السلطنة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، فقط لأنني حاولتُ في بداياتي الأدبية شرح قصيدة الشاعر المهجري إيليا أبي ماضي في نواة الإبداع المبكر؛ مجلة "الغدير" التي تكفل عبدالعزيز الرواس بمنعها آنذاك، لكن الشيخ العلامة سعيد بن حمد الحارثي (مؤلف كتاب: اللؤلؤ الرّطب)، والسيد أحمد بن محمد البوسعيدي المستشار الخاص لجلالتكم للشؤون الدينية والتاريخية وقفا ضداً لفتواه المُهلهلة بالمرصاد، ولو من باب اللادريّة.

وكما يعلم الجميع، فقد عفوتم عما لحق بالشيخ الجليل سعيد بن حمد الحارثي، وظل مؤلفاً وشيخ طريق وطريقة طوال ما تبقى له من حياة، على طريقة القدماء حتى تقاعد
.

لا أفهم سبب دخول هذه الحكاية في وسط هذه الرسالة العجيبة المقصد!! الانسان العماني البسيط يعتبر الشيخ أحمد بن حمد الخليلي قمة في العلم ومجرد ذكره أو تلميح سوء الى شخصه، يجعلك ويجعل رسالتك محل شك ونفور. في رسالتك هذه تتعرض الى أحب الاشخاص في قلوب أغلب بل كل العمانين.

أذكر لك هذه الحادثة – يا صاحب الجلالة، فيما لو وصلت إليك – بأنني قبل نحو ثلاثة أشهر شاركتُ في عزاء الشيخ العلامة سعيد بن حمد الحارثي، ودخلت مجلس العزاء لأجد سيارة شرطة (لاندكروزر يحرسها شرطيان)، لأسلم على الحظور بمن فيهم شيخ قبيلتنا في صدر المجلس علي بن عيسى الحارثي، لكنني (غدّفت) الضيف الحكومي المُجاور له: مالك بن سليمان المعمري عن قصد؛ أي أنني لم أسلم عليه، وقد رآى الجميع تلك الواقعة، تأكيداً على حقيقتين في بلادك:

أولا: نحن أعزاء ببلادنا وبأنفسنا وبكرامتنا كعُمانيين، قبل كُلِّ شيء.

ثانياً: تعزية مالك بن سليمان المعمري لنا في فقيدنا – رغم أن اثنين على الأقل من أبناء أعمامي وزارء في جهازك الحكومي – لا تعني بالنسبة لي شيئا مقارنة بالليلة التي قضيتها، دونما مُبرر، بأمر منه في سجن انفرادي في مخفر شرطة مطرح، لصالح قضية والٍ مُرتشٍ هو من دعمه في فساده، كما يعرف القاصي قبل الدّاني، ولم أكن سوى الضحية والأضحية أمام نظام قضائي يبدو نزيهاً في مرآة الصحافة، رغم أنه هو من يتولى سُدَّة ادّعائه العام، وليس الشعب.

وتلك مثلبة، لا منقبة يا صاحب الجلالة.

ويبدو أن الحبل على الجرّار. ففي سابقة قضائية أخرى أهدرت مكانة الكاتب علي الزويدي في محاكمات علنية عرف عنها الجميع، كما أن التحقيق المجاني والإرتكاسي والمفاجئ للكاتب أحمد الزبيدي مؤخراً لم يكن ولن يكون سوى حلقة أخرى في سلسلة تكميم الأفواه الحُرّة في بلادنا، باستخدام اللهاة الرقابية المُستعصية لمؤسسة مستشاركم الثقافي ووزارة إعلامه عبدالعزيز الرواس، والعصا المُجزّرة والمُجنزرة للشرطي الجنرال مالك بن سليمان المعمري الذي لم يتورع في (في سبيل السّلطة، وليس خدمة لجلالتكم) عن تغيير مذهبه
!

كما ذكرت سابقا، كل أخطأ وكل يستحق المحاسبة حتى ولو كانت في نظرك أخطاء بسيطه فهي في نظر الاخرين خطيرة ولها أبعادها التي من الممكن أن لا يعيها أناس كثر من الممكن أن تكون أنت واحد منهم.

لقد تعبنا، ونعتقد أنكم، يا صاحب الجلالة، تعبتم بدوركم من حرس "النهضة" القديم، فهل سيكون مصيرنا المحاكم المرتجلة والسجون؟ أم الوئام السلمي لبناء دولة حديثة بالفعل تحاول أن تتجاوز أخطاء الماضي؟ بما في ذلك الاعتراف بتلك الإخطاء لتخطيها، والإعتذار عنها بما يليق؟

نتساءلُ فحسب.

وهي أسئلة لن أجيب عليها، لكن آخرين في مقدورهم أن يجيبوا عليها، بما في ذلك نشطاء إيجابيين في قلب حكومتكم (ومن ضمنهم شخصيات في عائلتكم المالكة)، وتكنوقراط يسوؤهم ما يحدث باسمهم وباسمكم وابسم بلادنا التي لا تدافع عنها رسمياً في المحافل سوى أداة ضعيفة وضيقة الأفق، كوزارة الإعلام، هي من الهشاشة وعدم الحضور لدرجة أن إلغاءها (كما يقول رجل الشارع) أجدى من بقائها
.

يتوهم لي أن هذا الكلام ما هو سوى تهديد بأن هناك نشطاء من العائلة المالكة وكأن هولاء لهم من السلطة الوزن الكبير في هذا البلد. ألا تعتقد معي أن العائلة المالكة كان قد ابعدها صاحب الجلالة ابعادا له من الحكمة الشي الكثير وابقى القليل منهم في مناصب تعد بأصابع اليد. بالاضافة الى ذلك إن من سمات الدولة العصرية وجود نشطاء ومعارضون ونقاد وهذا دليل واضح الى المستوى العلمي والفكري الذي وصل اليه المواطن العماني وما كان ليصل اليه إلا بوجود قائد كبير وسلطان عظيم كصاحب الجلالة. ولكن يبقى الإشارة هنا أن لا يزال بعض هولاء وخصوصا في بلادنا العربية يستخدم الشتم والتهجم الى أشخاص بعينهم بغير دليل ولا برهان وفي الاخير يعتبر ذلك وسيلة بناء لهذا الوطن.


أتمنى أن لا يكون الدّور عليَّ – لا سمح الجنرال - لأحاكم ثانية بأية تهمة سيفتعلها ادعاءٌ عام مُؤتمِرٌ بأمره الذي لهُ حَولٌ وقوَّة على شرذمة الكُتاب الضعفاء أمثالي: عبدالله الريامي، علي الزويدي، أحمد الزبيدي، وربما الكاتب والشاعر صالح العامري الذي وُفِّق، مؤخراً، في "تمرير" مقالة عن "الجنرال" شخصياً في ملحق "شرفات"، دون أن ينتبه له – لحسن الحظ، أو سوئه - حُراس الحقيقة المطلقة في وطننا، سواء في وزارة الإعلام أو في المُنتجع الخاصّ بنا في قيادة القرم، ربما لأنه كان من الذكاء بحيث جعله جنرالاً وهمياً، رغم أنه حقيقي حتى النخاع، والتقيت به بعد هبوطه من اللاندكروزر الكاكي التي كان يحرسها شرطيان في وهج الظهيرة حين أتى، في لحظة كابوسية، لتقديم واجب العزاء في شيخنا وفقيدنا العلامة صاحب اللؤلؤ الرَّطب، رحمه الله.

من وجهة نظري ومن خلال محاولتي فهم من في هذه الرسالة، أنها كافيه لعدة تهم من الممكن أن ترفع ضدك.

في الاخير أود القول ليس من العيب أن تنقد ولكن يجب أن يكون نقدك متوازنا بناءا يهدف بل يشجع على النهوض بهذا الوطن. ويجب أن يعي أي شاعر أو كاتب أو صحفي أنه مسؤول عن كل كلمة كان قد كتبها أو سيكتبها خصوصا في عصر كهذا عصر العولمة الذي تنتقل فيه الكلمات والأخبار في أقل من ثانية ويقرأها ملايين البشر ويمكن القول أن الاغلبية يصدقون ما يكتبه الاخرين بدون التقصي والتحري من صحة تلكم المعلومات أو الأخبار.

صبـــــــــــــاحكم سكـــــــــــــــــــــر

0 التعليقات

إرسال تعليق